كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 3 @

$ ثم دخلت سنة ثلاثين $
$ ذكر عزل الوليد عن الكوفة وولاية سعيد $
في هذه السنة عزل عثمان الوليد بن عقبة عن الكوفة وولاها سعيد بن العاص وقد تقدم سبب ولاية الوليد علي الكوفة في السنة الثانية من خلافة عثمان وأنه كان محبوبا إلي الناس فبقي كذلك خمس سنين وليس لداره باب
ثم أن شبابا من أهل الكوفة نقبوا علي ابن الحيسمان الخزاعي وكاثروه فندر بهم وخرج عليهم بالسيف وصرخ فأشرف عليهم أبو شريح الخزاعي وكان قد انتقل من المدينة إلي الكوفة للقرب من الجهاد فصاح بهم أبو شريح فلم يلتفتوا وقتلوا ابن الحيسمان وأخذهم الناس وفيهم زهير بن جندب الأزدي ومورع بن أبي مورع الأسدي وشبيل بن أبي الأزدي وغيرهم فشهد عليهم أبو شريح وابنه فكتب فيهم الوليد إلي عثمان فكتب عثمان بقتلهم فقتلهم علي باب القصر ولهذا السبب أخذ في القسامة بقول ولي المقتول عن ملأ من الناس ليفطم الناس عن القتل
وكان أبو زبيد الشاعر في الجاهلية والاسلام في بني تغلب وكانوا أخواله فظلموه دينا لهم فأخذ له الوليد حقه إذ كان عاملا عليهم فشكر أبو زبيد ذلك له وانقطع إليه وغشيه بالمدينة والكوفة وكان نصرانيا فأسلم عند الوليد وحسن إسلامه فبينما هو عنده أتي آت أبا زينب وأبا مورع وجندبا وكانوا يحفرون للوليد منذ قتل أبناءهم ويضعون له العيون فقال لهم إن الوليد وأبا زبيد يشربان الخمر فثاروا وأخذوا معهم نفرا من أهل الكوفة فاقتحموا عليه فلم يروا فأقبلوا يتلاومون وسبهم الناس وكتم الوليد ذلك عن عثمان
وجاء جندب ورهط معه إلي ابن مسعود فقالوا له إن الوليد معتكف علي الخمر وأذاعوا ذلك فقال ابن مسعود من استتر عنا بشيء لم نتبع عورته ولم نهتك

الصفحة 3