كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 34 @
أهل الذمة والله مبتليهم ومختبرهم ثم فاضحهم ومخزيهم وليسوا بالذين ينكون أحدا إلا مع غيرهم فانه سعيدا ومن عنده عنهم فإنهم ليسوا لأكثر من شغب ونكر
فخرجوا من دمشق فقالوا لا ترجعوا بنا إلي الكوفة فإنهم يشتمون بنا ولكن ميلوا إلي الجزيرة فسمع بهم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وكان علي حمص فدعاهم فقال
يا آلة الشيطان لا مرحبا بكم ولا أهلا قد رجع الشيطان محسورا وأنتم بعد نشاط خسر الله عبد الرحمن إن لم يؤدبكم يا معشر من لا أدري أعرب هو أم عجم لا تقولوا لي ما بلغني أنكم قلتم لمعاوية أنا ابن خالد بن الوليد أنا ابن من قد عجمته العاجمات أنا ابن فاقئ الردة والله لئن بلغني يا صعصعة أن أحدا ممن معي دق أنفك ثم غمصك لأطيرن بط طيرة بعيدة المهوى
فأقامهم شهرا كلما ركب أمشاهم فإذا مر به صعصعة قال يا بن الخطيئة أعلمت أن من لم يصلحه الخير أصلحه الشر مالك لا تقول كما بلغني أنك قلت لسعيد ومعاوية فيقولون نتوب إلي الله أقلنا أقالك الله فما زالوا به حتى قال تاب الله عليكم وسرح الأشتر إلي عثمان فقدم إليه تائبا فقال له عثمان احلل حيث شئت
فقال مع عبد الرحمن بن خالد فقال ذلك إليك فرجع إليه قيل وقد روي أيضا نحو ما تقدم وزادوا فيه أن معاوية لما عاد إليهم من القابلة وذكرهم كان مما قال لهم وإني والله لا آمركم بشيء إلا وقد بدأت فيه بنفسي وأهل بيتي وقد عرفت قريش أن أبا سفيان كان أكرمها وابن أكرمها إلا ما جعل الله لنبيه فإنه انتخبه وأكرمه وإني لأظن أن أبا سفيان لو ولد الناس لم يلد إلا حازما
فقال صعصعة قد كذبت قد ولدهم خير من أبي سفيان من خلقه الله بيده ونفخ

الصفحة 34