كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 35 @
فيه من روحه وأمر الملائكة فسجدوا له وكان فيهم البر والفاجر والأحمق والكيس
فخرج تلك الليلة من عندهم ثم أتاهم القابلة فتحدث عنده طويلا ثم قال أيها القوم ردوا خيرا أو اسكتوا وتفكروا وانظروا فيما ينفعكم وينفع أهاليكم والمسلمين فاطلبوه
فقال صعصعة لست بأهل ذلك ولا كرامة لك أن تطاع في معصية الله فقال أليس أول ما ابتدأتم به أن أمرتكم بتقوى الله وطاعة نبيه وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا قالوا بل أمرت بالفرقة وخلاف ما جاء به النبي فقال إني آمركم الآن إن كنت فعلت فأتوب إلي الله وآمركم بتقواه وطاعته وطاعة نبيه ولزوم الجماعة وأن توقروا أئمتكم وتدلوهم علي أحسن ما قدرتم عليه فقال صعصعة فإنا نأمرك أن تعتزل عملك فإن في المسلمين من هو أحق به منك من كان أبوه أحسن قدما في الإسلام من أبيك وهو أحسن في الإسلام قدما منك فقال والله إن لي في الإسلام قدما ولغيري كان أحسن قدما مني ولكنه ليس في زماني أحد أقوي علي ما أنا فيه مني ولقد رأي ذلك عمر بن الخطاب فلو كان غيري أقوي مني لم تكن عند عمر هوادة لي ولا لغيري ولم أحدث من الحدث ما ينبغي لي أن أعتزل عملي ولو رأي ذلك أمير المؤمنين لكتب إلي فاعتزلت عمله فمهلا فإن في ذلك وأشباهه ما يتمني الشيطان ويأمر ولعمري لو كانت الأمور تقضي علي رأيكم وأمانيكم ما استقامت لأهل الإسلام يوما ولا ليلة فعاودوا الخير وقولوه وإن لله لسطوات وإني لخائف عليكم أن تتابعوا في مطاوعة الشيطان ومعصية الرحمن فيحلكم ذلك دار الهوان في العاجل والآجل
فوثبوا عليه وأخذوا رأسه ولحيته
فقال مه هذه ليست بأرض الكوفة والله لو رأي أهل الشام ما صنعتم بي ما ملكت أن أنهاهم عنكم حتى يقتلوكم فلعمري إن صنيعكم ليشبه بعضه بعضا

الصفحة 35