كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 36 @
ثم قام من عندهم وكتب إلي عثمان نحو الكتاب المتقدم فكتب إليه عثمان يأمره أن يردهم إلي سعيد بن العاص بالكوفة فردهم فأطلقوا ألسنتهم فضج سعيد منهم إلي عثمان فكتب إليه عثمان أن يسيرهم إلي عبد الرحمن بن خالد بحمص فسيرهم إليه فأنزلهم عبد الرحمن وأجري عليهم رزقا وكانوا الأشتر وثابت بن قيس الهمداني وكميل بن زياد وزيد بن صوحان وأخاه صعصعة وجندب بن زهير الغامدي وجندب بن كعب الأزدي وعروة بن الجعد وعمرو بن الحمق الخزاعي وابن الكواء
قيل سأل معاوية ابن الكواء عن نفسه فقال أنت بعيد الثرى كثير المرعى طيب البديهة بعيد الغوري الغالب عليك الحلم ركن من أركان الإسلام سدت بك فرجة مخوفة
قال فأخبرني عن أهل الأحداث من الأمصار فإنك أعقل أصحابك قال أما أهل المدينة فهم أحرص الأمة علي الشر وأعجزهم عنه وأما أهل الكوفة فإنهم يردون جميعا ويصدرون شتي وأما أهل مصر فهم أوفي الناس بشر وأسرعهم ندامة وأما أهل الشام فهم أطوع الناس لمرشدهم وأعصاهم لمغويهم
$ ذكر تسيير من سير من أهل البصرة إلي الشام $
ولما مضت ثلاث سنين من إمارة عبد الله بن عامر بل أن رجلا نزل علي حكيم بن جبلة العبدي وكان عبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء هو الرجل النازل عليه واجتمع إليه نفر فطرح إليهم ابن السوداء ولم يصرح فقبلوا منه فأرسل إليه ابن عامر فسأله من أنت
فقال رجل من أهل الكتاب رغبت في الإسلام وفي جوارك فقال ما يبلغني ذلك اخرج عني
فخرج حتى أتي الكوفة فأخرج منها فقصد مصر فاستقربها وجعل يكاتبهم ويكاتبونه وتختلف الرجال بينهم
وكان أحمر بن أبان قد تزوج امرأة في عدتها ففرق عثمان بينهما وضربه وسيره إلي البصرة فلزم ابن عامر فتذاكروا يوما المرور بعامر بن عبد القيس فقال حمران ألا

الصفحة 36