كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 37 @
أسبقكم فأخبره
فخرج فدخل عليه وهو يقرأ في المصحف فقال الأمير يريد المرور بك فأحببت أن أعلمك فلم يقطع قراءته فقام من عنده فلما انتهي إلي الباب لقيه ابن عامر فقال إنه لا يري لآل إبراهيم عليه فضلا
ودخل عليه ابن عامر فأطبق المصحف وحدثه فقال له ابن عامر ألا تغشانا
فقال سعد بن أبي القرحاء يحب الشرف فقال ألا نستعملك فقال حصين بن الحر يحب العمل فقال ألا نزوجك فقال ربيعة بن عسل يعجبه النساء فقال إن هذا يزعم أنك لا تري لآل إبراهيم عليك فضلا
ففتح المصحف فكان أول ما وقع عليه { إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين }
فسعي حمران وأقام بالبصرة ما شاء الله وأذن له عثمان فقدم المدينة ومعه قوم فسعوا بعامر بن عبد القيس أنه لا يري التزويج ولا يأكل اللحم ولا يشهد الجمعة
فألحقه بمعاوية فلما قدم عليه رأي عنده ثريدا فأكل أكلا عربيا فعرف أن الرجل مكذوب عليه فعرفه معاوية سبب إخراجه فقال أما الجمعة فإني أشهدها في مؤخر المجلس ثم أرجع في أوائل الناس وأما التزويج فإني خرجت وأنا يخطب علي وأما اللحم فقد رأيت ولكني لا آكل ذبائح القصابين منذ رأيت قصابا يجر شاة إلي مذبحها ثم وضع السكين علي حلقها فما زال يقول النفاق النفاق حتى ذبحها قال فارجع قال لا أرجع إلي بلد استحل أهله مني ما استحلوا فكان يكون في السواحل فكان يلقي معاوية فيكثر معاوية أن يقول ما حاجتك فيقول لا حاجة لي فلما أكثر عليه قال

الصفحة 37