كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 4 @
ستره فعاتبه الوليد علي قوله حتى تغاضبا ثم أتي الوليد بساحر فأرسل إلي ابن مسعود يسأله عن حده واعترف الساحر عند ابن مسعود وكان يخيل إلي الناس أنه يدخل في دبر الحمار ويخرج من فيه فأمره ابن مسعود بقتله فلما أراد الوليد قتله أقبل الناس ومعهم جندب فضرب الساحر فقتله فحبسه الوليد وكتب إلي عثمان فيه وأمره بإطلاقه وتأديبه فغضب لجندب أصحابه وخرجوا إلي عثمان يستعفون من الوليد فردهم خائبين
فلما رجعوا أتاهم كل موتور فاجتمعوا معهم علي رأيهم ودخل أبو زينب وأبو مورع وغيرهما علي الوليد فتحدثوا عنده فنام فأخذا خاتمه وسارا إلي المدينة واستيقظ الوليد فلم ير خاتمه فسأل نساءه عن ذلك فأخبرنه أن آخر من بقى عنده رجلان صفتهما كذا وكذا فاتهمهما وقال هما أبو زينب وأبو مورع وأرسل يطلبهما فلم يوجدا فقدما علي عثمان ومعهما غيرهما وأخبراه أنه شرب الخمر فأرسل إلي الوليد فقدم المدينة ودعا بهما عثمان فقال أتشهدان أنكما رأيتماه يشرب فقالا لا قال فكيف قالا اعتصرناها من لحيته وهو يقئ الخمر
فأمر سعيد بن العاص فجلده فأورث ذلك عداوة بين أهليهما فكان علي الوليد خميصة فأمر علي بن أبي طالب بنزعها لما جلد هكذا في هذه الرواية والصحيح أن الذي جلده عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لأن عليا أمر ابنه الحسن أن يجلده فقال الحسن ول حارها من تولي قارها فأمر عبد الله بن جعفر فجلده أربعين فقال علي أمسك جلد رسول الله وأبو بكر أربعين وجلد عمر ثمانين وكل سنة وهذا أحب إلي وقيل إن الوليد سكر وصلي الصبح بأهل الكوفة أربعا ثم التفت إليهم وقال أزيدكم فقال له ابن مسعود ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم وشهدوا عليه عند عثمان فأمر عليا بجلده فأمر علي عبد الله بن جعفر فجلده وقال الحطيئة
( شهد الحطيئة يوم يلقي ربه ... أن الوليد أحق بالعذر )
( نادي وقد تمت صلاتهم ... أأزيدكم سكرا وما يدري )
( فأبوا أبا وهب ولو أذنوا ... لقرنت بين الشفع والوتر )
( كفوا عنانك إذ جريت ولو ... تركوا عنانك لم تزل تجري )

الصفحة 4