كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 40 @
مائة درهم ورد أهل البلاء منكم إلي ألفين ويزعم أن فيئكم بستان قريش
فاستخف النس وجعل أهل الرأي ينهونهم فلا يسمع منهم فخرج يزيد وأمر مناديا ينادي من شاء أن يلحق بيزيد لرد سعيد فليفعل فبقي أشراف الناس وحلماؤهم في المسجد وعمرو بن حريث يومئذ خليفة سعيد فصعد المنبر فحمد الله وأثني عليه وأمرهم بالاجتماع والطاعة فقال له القعقاع أترد السيل عن أدراجه هيهات لا والله لا يسكن الغوغاء إلا المشرفية ويوشك أن تنتضي ويعجون عجيج العتدان ويتمنون ما هم فيه اليوم فلا يرده الله عليهم أبدا فاصبر
قال أصبر وتحول إلي منزله وخرج يزيد بن قيس فنزل الجرعة وهي قريب من القادسية ومعه الأشتر فوصل إليهم سعيد بن العاص فقالوا لا حاجة لنا بك قال إنما كان يكفيكم أن تبعثوا إلي أمير المؤمنين رجلا وإلي رجلا وهل يخرج الألف لهم عقول إلي رجل واحد
ثم انصرف عنهم واحسوا بمولى له علي بعير قد حسر فقال والله ما كان ينبغي لسعيد أن يرجع فقتله الأشتر ومضي سعيد حتى قدم علي عثمان فأخبره بما فعلوا وأنهم يريدون البدل وأنهم يختارون أبا موسى فجعل أبا موسى الأشعري أميرا وكتب إليهم أما بعد فقد أمرت عليكم من اخترتم وأعفيتكم من سعيد ووالله لاقرضنكم عرضي ولأبذلن لكم صبري ولاستصلحنكم جهدي فلا تدعوا شيئا أحببتموه لا يعصي الله فيه إلا سألتموه ولا شيئا كرهتموه لا يعصي الله فيه الا ما استعفيتم منه انزل

الصفحة 40