@ 408 @
الناس فإنكم إن تتقوا الله وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله ونحن أهل البيت أولى بولاية هذا الأمر من هؤلاء المدعين ما ليس لهم والسائرين فيكم بالجور والعدوان فإن أنتم كرهتمونا وجهلتم حقنا وكان رأيكم غير ما أتتني به كتبكم ورسلكم انصرفت عنكم
فقال الحر إنا والله ما ندري ما هذه الكتب والرسل التي تذكر فأخرج خرجين مملوءين صحفا فنثرها بين أيديهم فقال الحر فإنا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك وقد أمرنا أنا إذا نحن لقيناك أن لا نفارقك حتى نقدمك الكوفة على عبيد الله بن زياد فقال الحسين الموت أدني إليك من ذلك ثم أمر أصحابه فركبوا لينصرفوا فمنعهم الحر من ذلك فقال له الحسين ثكلتك أمك ما تريد قال له أما والله لو غيرك من العرب يقولها لي ما تركت أمه بالثكل كائنا من كان ولكني والله ما لي إلي ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما يقدر عليه فقال له الحسين ما تريد قال الحر أريد أن انطلق بك إلي ابن زياد قال الحسين إذن والله لا أتبعك قال الحر إذن والله لا أدعك فترادا الكلام ثلاث مرات فقال له الحر إني لم أؤمر بقتالك وإنما أمرت أن لا أفارقك حتى أقدمك الكوفة فإذا أبيت فخذ طريقا لا تدخلك الكوفة ولا تردك إلي المدينة حتى أكتب إلي ابن زياد وتكتب أنت إلي يزيد أو إلي ابن زياد فلعل الله أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلي بشيء من أمرك
فتياسر عن طريق العذيب والقادسية والحر يسايره ثم أن الحسين خطبهم فحمد الله وأثني عليه ثم قال أيها الناس إن رسول الله قال من رأي سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول كان حقا علي الله أن يدخله مدخله ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله وأنا أحق من غيري وقد أتتني كتبكم ورسلكم ببيعتكم وأنكم لا تسلموني ولا تخذلوني فإن أقمتم علي بيعتكم تصيبوا رشدكم وأنا الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله نفسي مع نفسكم وأهلي مع أهلكم فلكم في أسوة وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدي وخلعتم بيعتي فلعمري ما هي لكم بنكير لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم بن