كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 409 @
عقيل والمغرور من اغتر بكم فحظكم أخطأتم ونصيبكم ضيعتم ومن انكث فإنما ينكث علي نفسه وسيغني الله عنكم والسلام فقال له الحر إني أذكرك الله في نفسك فإني أشهد لئن قاتلت لتقتلن فلئن قوتلت لتهلكن فيما أري فقال له الحسين ابالموت تخوفني وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني وما أدري ما أقول لك ولكني أقول كما قال أخو الأوسي لابن عمه وهو يريد نصرة رسول الله أين تذهب فإنك مقتول فقال
( سأمضي وما بالموت عار علي الفتي ... إذا ما نوي خيرا وجاهد مسلما )
( وواسي رجالا صالحين بنفسه ... وخالف مثبورا وفارق مجرما )
( فإن عشت لم أندم وإن مت لم ألم ... كفي بك ذلا أن تعيش وترغما )
فلما سمع ذلك الحر تنحي عنه فكان يسير ناحية عنه حتى انتهي إلي عذيب الهجانات كان به هجائن النعمان ترعي هناك فنسب إليها فإذا هو بأربعة نفر قد أقبلوا من الكوفة علي رواحلهم يجنبون فرسا لنافع بن هلال يقال له الكامل ومعهم دليلهم طرماح بن عدي فانتهوا إلي الحسين فأقبل إليهم الحر وقال إن هؤلاء النفر من أهل الكوفة وأنا حابسهم أو رادهم فقال الحسين لأمنعنهم مما أمنع منه نفسي إنما هؤلاء أنصاري وهم بمنزلة من جاء معي فإن تممت علي ما كان بيني وبينك وإلا ناجزتك
فكف الحر عنهم فقال لهم الحسين أخبروني خبر الناس خلفكم فقال له مجمع بن عبيد الله العامري وهو أحدهم أما أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائرهم فهم الب واحد عليك وأما سائر الناس فقد أعظمت قلوبهم تهوي إليك وسيوفهم غدا مشهورة عليك
وسألهم عن رسوله قيس بن مسهر فأخبروه بقتله وما كان منه قترقرقت عيناه بالدموع ولم يملك دمعته ثم قرأ { فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا }

الصفحة 409