كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 41 @
فيه عندما أحببتم حتى لا يكون لكم علي الله حجة ولنصبرن كما أمرنا حتى تبلغوا ما تريدون
ورجع من الأمراء من قرب من الكوفة فرجع جرير من قرقيسيا وعتيبة بن النهاس من حلوان وخطبهم أبو موسى وأمرهم بلزوم الجماعة وطاعة عثمان فأجابوا إلي ذلك وقالوا صل بنا
فقال لا إلا علي السمع والطاعة لعثمان قالوا نعم فصلي بهم وأتاه ولاته فولاهم وقيل سبب يوم الجرعة أنه كان قد اجتمع ناس من المسلمين فتذاكروا أعمال عثمان فأجمع رأيهم فأرسلوا إليه عامر بن عبد الله التميمي ثم العنبري وهو الذي يدعي عامر بن عبد القيس فأتاه فدخل عليه فقال له إن ناسا من المسلمين اجتمعوا ونظروا في أعمالك فوجدوك قد ركبت أمورا عظاما فاتق الله عز وجل وتب إليه فقال عثمان انظروا إلي هذا فإن الناس يزعمون أنه قارئ ثم هو يجئ يكلمني في المحقرات ووالله ما يدري أين الله فقال عامر إني لأدري أين الله قال نعم واله ما تدري أين الله قال عامر بلي والله إني لأدري إن الله بالمرصاد لك
فأرسل عثمان إلي معاوية وعبد الله بن سعد وإلي سعيد بن العاص وعمرو بن العاص وعبد الله بن عامر فجمعهم فشاورهم وقال لهم
إن لكل امرء وزراء ونصحاء وإنكم لوزرائي ونصحائي وأهل ثقتي وقد صنع الناس ما قد رأيتم وطلبوا إلي أن أعزل عمالي وأن أرجع عن جميع ما يكرهون إلي ما يحبون فاجتهدوا رأيكم وأشيروا علي
فقال له ابن عامر أري لك يا أمير المؤمنين أن تشغلهم بالجهاد عنك حتى يذلوا لك ولا يكون همة أحدهم إلا في نفسه وما هو فيه من دبر دابته وقمل فروته وقال سعيد احسم عنك الداء فاقطع عنك الذي تخاف إن لكل قوم قادة متي تهلك يتفرقوا

الصفحة 41