كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 410 @
تبديلا ) اللهم اجعل لنا ولهم الجنة واجمع بيننا وبينهم في مستقر رحمتك وغائب مذخور ثوابك
وقال له الطرماح بن عدي والله ما أري معك كثير أحد ولو لم يقاتلك إلا هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان كفي بهم ولقد رأيت قبل خروجي من الكوفة بيوم ظهر الكوفة وفيه من الناس ما لم تر عيناي جمعا في صعيد واحد أكثر منه قط ليسيروا إليك فأنشدك الله إن قدرت علي أن تقدم إليهم شبرا فافعل فإن أردت أن تنزل بلدا يمنعك الله به حتى تري رأيك ويستبين لك ما أنت صانع فسر حتى أنزلك جبلنا أجأ فهو والله جبل امتنعنا به من ملوك غسان وحمير والنعمان بن المنذر ومن الأحمر والأبيض والله ما إن دخل علينا ذل قط فأسير معك حتى أنزلك القرية ثم تبعث إلي الرجال ممن بأجأ وسلمي من طئ فوالله لا يأتي عليك عشرة أيام حتى يأتيك طئ رجالا وركبانا ثم أقم فينا ما بدا لك فإن هاجك هيج فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم فوالله لا يوصل إليك أبدا وفيهم عين تطرف
فقال له جزاك الله وقومك خيرا إنه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه علي الانصراف ولا ندري علي ما تتصرف بنا وبهم الأمور فودعه وسار إلي أهله ووعده أن يوصل الميرة إلي أهله ويعود إلي نصره ففعل ثم عاد إلي الحسين فلما بلغ عذيب الهجانات لقيه خبر قتله فرجع إلي أهله
ثم سار إلي الحسين حتى بلغ قصر بني مقاتل فنزل به فرأي فسطاطا مضروبا فقال لمن هذا فقيل لعبيد الله بن الحر الجعفي فقال ادعوه لي فلما أتاه الرسول يدعوه قال إنا لله وإنا إليه راجعون والله ما خرجت من الكوفة إلا كراهية أن يدخلها الحسين وأنا بها والله ما أريد أن أراه ولا يراني
فعاد الحسين إلي الحسين فأخبره فلبس الحسين نعليه ثم جاء فسلم عليه ودعاه إلي نصره فأعاد عليه ابن الحر تلك المقالة قال فإلا تنصرني فاتق الله أن تكون ممن يقاتلنا فوالله لا يسمع داعيتنا أحد ثم لا ينصرنا إلا هلك فقال له أما هذا فلا يكون أبدا إن شاء الله تعالي

الصفحة 410