@ 411 @
ثم قام الحسين إلي رحله ثم سار ليلا ساعة فخفق برأسه خفقة ثم انتبه وهو يقول إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين
فأقبل إليه ابنه علي بن الحسين فقال يا أبت جعلت فداك مم حمدت واسترجعت قال يا بني إني خفقت برأسي خفقة فعن لي فارس علي فرس فقال القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم فعلمت أن أنفسنا نعيت إلينا فقال يا أبت لا أراك الله سوءا ألسنا علي الحق قال بلي والذي يرجع إليه العباد قال إذن لا نبالي أن نموت محقين
فقال له جزاك الله من ولد خيرا ما جزي ولد عن والده
فلما أصبح نزل فصلي ثم عجل الركوب فأخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرقهم فأتي الحر فرده وأصحابه فجعل إذا ردهم نحو الكوفة ردا شديدا امتنعوا عليه وارتفعوا فلم يزالوا يتياسرون حتى انتهوا إلي نينوي المكان الذي نزل به الحسين فلما نزلوا إذا راكب مقبل من الكوفة فوقفوا ينتظرونه فسلم علي الحر ولم يسلم علي الحسين وأصحابه ودفع إلي الحر كتابا من ابن زياد فإذا فيه أما بعد فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي فلا تنزله إلا بالعراء في غير حصن وعلي غير ماء وقد أمرت رسولي أن يلزمك فلا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري والسلام
فلما قرأ الكتاب قال لهم الحر هذا كتاب الأمير يأمرني أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتيني فيه كتابي وقد أمر رسوله أن لا يفارقني حتى أنفذ رأيه وأمره وأخذهم الحر بالنزل علي غير ماء ولا في قرية فقالوا دعنا ننزل في نينوى أو الغاضرية أو شفية فقال لا أستطيع هذا الرجل قد بعث عينا علي فقال زهير بن القين للحسين إنه لا يكون والله بعد ما ترون إلا ما هو أشد منه يا بن رسول الله وإن قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم فلعمري ليأتيننا من بعدهم ما لا قبل لنا به فقال الحسين ما كنت لأبدأهم بالقتال فقال له زهير سر بنا إلي هذه القرية حتى ننزلها فإنها حصينة وهي علي شاطئ الفرات فإن منعونا قاتلناهم فقتالهم أهون علينا من قتال من يجئ بعدهم فقال الحسين ما هي قال العقر