كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 412 @
قال اللهم إني أعوذ بك من العقر ثم نزل وذلك يوم الخميس الثاني من محرم سنة إحدى وستين
فلما كان الغد قدم عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص من الكوفة في أربعة آلاف وكان سببه مسيره إليه أن عبيد الله بن زياد كان قد بعثه علي أربعة آلاف إلي دستبي وكانت الديلم قد خرجوا إليها وغلبوا عليها وكتب له عهده علي الري فعسكر بالناس في حمام أعين فلما كان من أمر الحسين ما كان دعا ابن زياد عمر بن سعد وقال له سر إلي الحسين فإذا فرغنا مما بينا وبينه سرت إلي عملك فاستعفاه فقال نعم علي أن ترد عهدنا فلما قال له ذلك قال أمهلني اليوم حتى أنظر فاستشار نصحاءه فكلهم نهاه وأتاه حمزة بن المغيرة بن شعبة وهو ابن أخته فقال أنشدك الله يا خالي أن لا تسير إلي الحسين فتأثم وتقطع رحمك فوالله لأن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض لو كان لك خير من أن تلقي الله بدم الحسين فقال أفعل وبات ليلته مفكرا في أمره فسمع وهو يقول
( أأترك ملك الري والري رغبة ... أم أرجع مذموما بقتل حسين )
( وفي قتله النار التي ليس دونها ... حجاب وملك الري قرة عين )
ثم أتي ابن زياد فقال له إنك وليتني هذا العمل وسمع الناس به فإن رأيت أن تنفذ لي ذلك فافعل وابعث إلي الحسين من أشراف الكوفة من لست أغني في الحرب منه وسمي أناسا فقال له ابن يزيد لست أستأمرك فيمن أريد أن أبعث فإن سرت بجندنا وإلا فابعث غلينا بعهدنا قال فإني سائر
فأقبل في ذلك الجيش حتى نزل بالحسين فلما نزل به بعث إليه رسولا يسأله ما الذي جاء به فقال الحسين كتب إلي أهل مصركم هذا أن أقدم عليهم فأما إذ كرهوني فإني أنصرف عنهم فكتب عمر إلي ابن زياد يعرفه ذلك فلما قرأ ابن زياد الكتاب قال
( الآن إذ علقت مخالبنا به ... يرجو النجاة ولات حين مناص )
ثم كتب إلي عمر يأمره أن يعرض علي الحسين بيعة يزيد فإذا فعل ذلك رأينا رأينا وأن يمنعه ومن معه الماء فأرسل عمر بن سعد عمرو بن الحجاج علي خمسمائة

الصفحة 412