كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 414 @
ثم التقي الحسين وعمر بن سعد مرارا ثلاثا أو أربعا فكتب عمر بن سعد إلي عبيد الله بن زياد أما بعد فإن الله أطفأ النائرة وجمع الكلمة وقد أعطاني الحسين أن يرجع إلي المكان الذي أقبل منه أو أن نسيره إلي أي ثغر من الثغور شئنا أو أن يأتي يزيد أمير المؤمنين فيضع يده في يده وفي هذا لكم رضا وللأمة صلاح
فلما قرأ ابن زياد الكتاب قال هذا كتاب رجل ناصح لأميره مشفق علي قومه نعم قد قبلت فقام إليه شمر بن ذي الجوشن فقال أتقبل هذا منه وقد نزل بأرضك وإلي جنبك والله لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك ليكونن أولي بالقوة والعزة ولتكونن أولي بالضعف والعجز فلا تعطه هذه المنزلة فإنها من الوهن ولكن لينزل علي حكمك هو وأصحابه فإن عاقبت كنت ولي العقوبة وإن عفوت كان ذلك لك والله لقد بلغني أن الحسي وعمر يتحدثان عامة الليل بين العسكرين فقال ابن زياد نعم ما رأيت اخرج بهذا الكتاب إلي عمر فليعرض علي الحسين وأصحابه النزول علي حكمي فإن فعلوا فليبعث بهم إلي سلما وإن أبوا فليقاتلهم وإن فعل فاسمع له وأطع وإن أبي فأنت الأمير عليه وعلي الناس واضرب عنقه وابعث إلي برأسه
وكتب معه إلي عمر بن سعد أما بعد فإني لم أبعثك إلي الحسين لتكف عنه ولتمنيه ولا لتطاوله ولا لتقعد له عندي شافعا انظر فإن نزل الحسين وأصحابه علي الحكم واستسلموا فابعث بهم إلي سلما وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم فإنهم لذلك مستحقون فإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره فإنه عاق شاق قاطع ظلوم فإن أنت مضيت لأمرنا جزيناك جزاء السامع المطيع وإن أنت أبيت فاعتزل جندنا وخل بين شمر وبين العسكر والسلام
فلما أخذ شمر الكتاب كان معه عبد الله بن أبي المحل بن حزام عند ابن زياد وكانت عمته أم البنين بنت حزام عند علي فولدت له العباس وعبد الله وجعفرا وعثمان فقال لابن زياد إن رأيت أن تكتب لبني أختنا أمانا فافعل فكتب لهم أمانا فبعث به مع مولي له إليهم فلما رأوا الكتاب قالوا لا حاجة لنا في أمانكم أمان الله خير من أمان ابن سمية
فلما أتي شمر بكتاب ابن زياد إلي عمر قال له ما لك ويلك قبح الله ما جئت

الصفحة 414