@ 415 @
به والله إني لأظنك أنت ثنيته أن يقبل ما كنت كتبت إليه به أفسدت علينا أمرا كنا رجونا أن يصلح والله لا يستسلم الحسين أبدا والله إن نفس أبيه لبين جنبيه فقال له شمر ما أنت صانع قال أتولي ذلك ونهض إليه عشية الخميس لتسع مضين من المحرم وجاء شمر فدعا العباس بن علي وإخوته فخرجوا إليه فقال أنتم يا بني أختي آمنون فقالوا له لعنك الله ولعن أمانك لئن كنت خالنا اتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له
ثم ركب عمرو والناس معه بعد العصر والحسين جالس أمام بيته محتبيا برأسه إذ خفق برأسه علي ركبته وسمعت أخته زينب الضجة فدنت منه فأيقظته فرفع رأسه فقال إني رأيت رسول الله في المنام فقال إنك تروح إلينا قال فلطمت أخته وجهها وقالت يا ويلتاه قال ليس لك الويل يا أخية اسكتي رحمك الله قال له العباس أخوه يا أخي أتاك القوم فنهض فقال يا أخي أركب بنفسي فقال له العباس بل أروح أنا فقال أركب أنت حتى تلقاهم فتقول ما لكم وما بدا لكم وتسألهم عما جاء بهم فأتاهم في نحو عشرين فارسا فيهم زهير بن القين فسألهم فقالوا جاء أمر الأمير بكذا وكذا قال فلا تعجلوا حتى أرجع إلي أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم فوقفوا ورجع العباس إليه بالخبر ووقف أصحابه يخاطبون القوم ويذكرونهم الله فلما أخبره العباس بقولهم قال له الحسين ارجع إليهم فإن استطعت أن تؤخرهم إلي غدوة لعلنا نصلي لربنا هذه الليلة وندعوه ونستغفره فهو يعلم أني كنت أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار وأراد الحسين أيضا أن يوصي أهله فرجع إليهم العباس وقال لهم انصرفوا عنا العشية حتى ننظر في هذا الأمر فإذا أصبحنا التقينا إن شاء الله فإما رضيناه وإما رددناه فقال عمر بن سعد ما تري يا شمر قال أنت الأمير فأقبل علي الناس فقال ما ترون فقال له عمرو بن الحجاج الزبيدي سبحان الله والله لو كان من الديلم ثم سألكم هذه المسألة لكان ينبغي أن تجيبوهم وقال قيس بن الأشعث بن قيس أجبهم لعمري ليصبحنك بالقتال غدوة فقال لو أعلم أن يفعلوا ما أخرتهم العشية ثم رجع عنهم فجمع الحسين أصحابه بعد رجوع عمر فقال أثني علي الله أحسن الثناء احمده علي السراء والضراء اللهم إني أحمدك علي أن أكرمتنا بالنبوة وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة وعلمتنا القرآن وفقهتنا