@ 416 @
في الدين فاجعلنا لك من الشاكرين أما بعد فإني لا أعلم أصحابا أوفي ولا أخير من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله جميعا عني خيرا ألا وإني لأظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا وإني قد أذنت لكم جميعا فانطلقوا في حل ليس عليكم مني ذمام هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي فجزاكم الله جميعا خيرا ثم تفرقوا في البلاد في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله فإن القوم يطلبوني ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري فقال له أخوته وأبناؤه وأبناء إخوته وأبناء عبد الله بن جعفر لم نفعل هذا لنبقي بعدك لا أرانا الله ذلك أبدا فقال الحسين يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم اذهبوا فقد أذنت لكم قالوا وما نقول للناس نقول تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ولم نضرب بسيف ولا ندري ما صنعوا لا والله لا نفعل ولنا نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك فقبح الله العيش بعدك
وقام إليه مسلم بن عوسجة الأسدي فقال أنحن نتخلي عنك ولم نعذر إلي الله في أداء حقك أما والله لا أفارقك حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي والله لو لم يكن معي سلاحي لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك
وتكلم أصحابه بنحو ذلك فجزاهم الله خيرا وسمعته أخته تلك العشية وهو في خباء له يقول وعنده حوي مولي أبي ذر الغفاري يعالج سيفه
( يا دهر أف لك من خليل ... كم لك بالإشراق والأصيل )
( من صاحب أو طالب قتيل ... والدهر لا يقنع بالبديل )
( وإنما الأمر إلي الجليل ... وكل حي سالك السبيل )
فأعادها مرتين أو ثلاثا فلما سمعته لم تملك نفسها أن وثبت تجر ثوبها حتى انتهت إليه ونادت واثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة اليوم ماتت فاطمة أمي وعلي أبي وحسن أخي يا خليفة الماضي وثمال الباقي فذهب فنظر إليها وقال