@ 419 @
فلما سكتن حمد الله وأثنى عليه وصلي علي محمد وصلي علي الملائكة والأنبياء وقال ما لا يحصي كثرة فما سمع أبلغ منه ثم قال
أما بعد فانسبوني فانظروا من أنا ثم راجعوا أنفسكم فعاتبوها وانظروا هل يصلح ويحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأولي المؤمنين بالله والمصدق لرسوله أوليس حمزة سيد الشهداء عم أبي أوليس جعفر الشهيد الطيار في الجنة عمي أو لم يبلغكم قول مستفيض أن رسول الله قال لي ولأخي أنتما سيد شباب أهل الجنة وقرة عين أهل السنة فإن صدقتموني بما أقول وهو الحق والله ما تعمدت كذبا مذ علمت أن الله يمقت عليه وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم سلوا جابر بن عبد الله أو أبا سعيد أو سهل بن سعد أو زيد بن أرقم أو أنسا يخبروكم أنهم سمعوه من رسول الله أما في هذا حاجز يحجزكم عن سفك دمي
فقال شمر وهو يعبد الله علي حرف إن كان يدري ما يقول فقال له حبيب بن مطهر والله إني أراك تعبد الله علي سبعين حرفا وإن الله قد طبع علي قلبك فلا تدري ما تقول ثم قال الحسين فإن كنتم في شك مما أقول أو تشكون في أني ابن بنت نبيكم فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري منكم ولا من غيركم أخبروني أتطلبوني بقتيل منكم قتلته أو بمال لكم استهلكته أو قصاص من جراحة فلم يكلموه فنادي يا شبث بن ربعي ويا حجار بن أبجر ويا قيس بن الأشعث ويا زيد بن الحارث ألم تكتبوا لي في القدوم عليكم قالوا لم نفعل ثم قال بلي والله قد فعلتم ثم قال أيها الناس إذ كرهتموني فدعوني أنصرف إلي مأمني من الأرض قال فقال له قيس بن الأشعث أولا تنزل علي حكم ابن عمك يعني ابن زياد فإنك لن تري إلا ما تحب فقال له الحسين أنت أخو أخيك أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل لا والله ولا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبد عباد الله إني عذت بربي وربكم أن ترجموني أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب