كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 42 @
ولا يجتمع لهم أمر فقال عثمان إن هذا هو الرأي لولا ما فيه وقال معاوية أشير عليك أن تأمر أمراء الأجناد فيكفيك كل رجل منهم ما قبله وأكفيك أنا أهل الشام وقال عبد الله بن سعد إن الناس أهل طمع فاعطهم من هذا المال تعطف عليك قلوبهم
ثم قام عمرو بن العاص فقال يا أمير المؤمنين إنك قد ركبت الناس بمثل بني أمية فقلت وقالوا وزغت وزاغوا فاعتدل أو اعتزل فإن أبيت فاعتزم عزما واقدم قدما
فقال له عثمان مالك قمل فروك هذا الجد منك
فسكت عمرو حتى تفرقوا فقال والله يا أمير المؤمنين لأنت أكرم علي من ذلك ولكني علمت أن بالباب من يبلغ الناس قول كل رجل منا فأردت أن يبلغهم قولي فيثقوا بي فأقود إليك خيرا وأدفع عنك شرا
فرد عثمان عماله إلي أعمالهم وأمرهم بتجهيز الناس في البعوث وعزم علي تحريم أعطياتهم ليطيعوه ورد سعيدا إلي الكوفة فلقيه الناس من الجرعة وردوه كما سبق ذكره
قال أبو ثور الحدائي جلست إلي حذيفة وأبي مسعود الأنصاري بمسجد الكوفة يوم الجرعة فقال أبو مسعود ما أري أن ترد علي عقبيها حتى يكون فيها دماء
فقال حذيفة والله لتردن علي عقبيها ولا يكون فيها محجمة دم وما أري اليوم شيئا إلا وقد علمته والنبي حي فرجع سعيد إلي عثمان ولم يسفك دم وجاء أبو موسى أميرا
وأمر عثمان حذيفة بن اليمان أن يغزو الباب فسار نحوه

الصفحة 42