كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 420 @
ثم أناخ راحلته ونزل عنها وخرج زهير بن القين علي فرس له في السلاح فقال يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله نذار إن حقا علي المسلم نصيحة المسلم ونحن حتى الآن أخوة علي دين واحد ما لم يقع بيننا وبينكم السيف وأنتم للنصيحة منا أهل فإذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنا نحن أمة وأنتم أمة إن الله قد ابتلانا وإياكم بذرية نبيه محمد لينظر ما نحن فاعلون وأنتم عاملون إنا ندعوكم إلي نصره وخذلان الطاغية ابن الطاغية عبيد الله بن زياد فإنكم لا تدركون منهما إلا سوءا يسملان أعينكم ويقطعان أيديكم وأرجلكم ويمثلان بكم ويرفعانكم علي جذوع النخل ويقتلان أمثالكم وقراءكم أمثال حجر بن عدي وأصحابه وهانئ بن عروة وأشباهه قال فسبوه وأثنوا علي ابن زياد وقالوا والله لا نبرح حتى نقتل صاحبك ومن معه أو نبعث به وبأصحابه إلي الأمير عبيد الله بن زياد سلما فقال لهم يا عباد الله إن ولد فاطمة رضوان الله عليها أحق بالود والنصر من ابن سمية فإن كنتم لا تنصرون فأعيذكم بالله أن تقتلوهم خلوا بين الرجل وبين ابن عمه يزيد بن معاوية فلعمري إن يزيد ليرضي من طاعتكم بدون قتل الحسين فرماه شمر بسهم وقال اسكت أسكت الله نأمتك أبرمتنا بكثرة كلامك فقال زهير يا بن البوال علي عقبيه ما إياك أخاطب إنما أنت بهيمة والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين وأبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم فقال شمر إن الله قاتلك وصاحبك عن ساعة قال أفبالموت تخوفني والله للموت معه أحب إلي من الخلد معكم ثم رفع صوته وقال عباد الله لا يغرنكم من دينكم هذا الجلف الجافي فوالله لا تنال شفاعة محمد قوما أهرقوا دماء ذريته وأهل بيته وقتلوا من نصرهم وذب عن حريمهم فأمره الحسين فرجع $ انضمام الحر بن يزيد إلي الحسين عليه السلام $
ولما زحف عمر نحو الحسين أتاه الحر بن يزيد فقال له أصلحك الله أمقاتل أنت هذا الرجل قال له أي أي والله قتالا أيسره أن تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي

الصفحة 420