كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 421 @
قال أفما لكم في واحدة من الخصال التي عرض عليكم رضا فقال عمر بن سعد والله لو كان الأمر إلي لفعلت لكن أميرك قد أبي ذلك
فأقبل يدنو نحو الحسين قليلا قليلا وأخذته رعدة فقال له رجل من قومه يقال له المهاجر بن أوس والله إن أمرك لمريب والله ما رأيت منك في موقف قط مثل ما أراه الآن ولو قيل من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك فقال له إني والله أخير نفسي بين الجنة والنار ولا أختار علي الجنة شيئا ولو قطعت وحرقت ثم ضرب فرسه فلحق بالحسين فقال له جعلني الله فداك يا بن رسول الله أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق وجعجعت بك في هذا المكان ووالله الذي لا إله إلا هو ما ظننت أن القوم يردون عليك ما عرضت عليهم أبدا ولا يبلغون منك هذه المنزلة أبدا فقلت في نفسي لا أبالي أن أطيع القوم في بعض أمرهم ولا يرون أني خرجت من طاعتهم وأما هم فيقبلون بعض ما تدعوهم إليه ووالله لو طننت أنهم لا يقبلونها منك ما ركبتها منك وإني قد جئتك تائبا مما كان مني إلي ربي مواسيا لك بنفسي حتى أموت بين يديك أفتري ذلك توبة قال نعم يتوب الله عليك ويغفر لك وتقدم الحر أمام أصحابه ثم قال أيها القوم ألا تقبلون من الحسين خصلة من هذه الخصال التي عرض عليكم فيعافيكم الله من حربه وقتاله فقال عمر لقد حرصت لو وجدت إلي ذلك سبيلا
فقال يا أهل الكوفة لأمكم الهبل والعبر ادعوتموه حتى إذا أتاكم أسلمتموه وزعمتم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه أمسكتم بنفسه وأحطتم به ومنعتموه من التوجه في بلاد الله العريضة حتى يأمن ويأمن أهل بيته فأصبح كالأسير لا يملك لنفسه نفعا ولا يدفع عنها ضرا ومنعتموه ومن معه عن ماء الفرات الجاري يشربه اليهودي والنصراني والمجوسي ويتمرغ فيه كلاب السواد وكلابه وها هو وأهله قد صرعهم العطش بئسما خلفتم محمدا في ذريته لا سقاكم الله يوم الظمأ إن لم تتوبوا وتنزعوا عما أنتم عليه فرموه بالنبل فرجع حتى وقف أمام الحسين $ المعركة $
ثم قدم عمر بن سعد برايته وأخذ سهما فرمي به وقال اشهدوا لي أني أول

الصفحة 421