كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 422 @
رام ثم رمي الناس وبرز يسار مولى زياد وسالم بن مولى عبيد الله وطلبا البراز فخرج إليهما عبد الله بن عمير الكلبي وكان قد أتي الحسين من الكوفة وسارت معه امرأته فقالا له من أنت فنتسب لهما فقالا لا نعرفك ليخرج إلينا زهير بن القين أو حبيب بن مطهر أو برير بن خضير وكان بسار أمام سالم فقال له الكلبي يا بن الزانية وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس ولا يخرج إليك أحد إلا وهو خير منك ثم حمل عليه فضربه بسيفه حتى برد فاشتغل به يضربه فحمل عليه سالم فلم يأبه له حتى غشيه فضربه فاتقاه الكلبي بيده فأطار أصابع كفه اليسرى ثم مال عليه الكلبي فضربه حتى قتله وأخذت امرأته عمودا وكانت تسمي أم وهب وأقبلت نحو زوجها وهي تقول فداك أبي وأمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد فردها نحو النساء فامتنعت وقالت لن أدعك دون أن أموت معك فناداها الحسين فقال جزيتم من أهل بيت خيرا ارجعي رحمك الله ليس الجهاد إلي النساء فرجعت
فزحف عمرو بن الحجاج في ميمنة عمر فلما دنا من الحسين جثوا له علي الركب واشرعوا الرماح نحوهم فلم تقدم خيولهم علي الرماح فذهبت الخيل لترجع فرشقوهم بالنبل فصرعوا منهم رجالا وجرحوا آخرين وتقدم رجل منهم يقال له ابن حوزة فقال أفيكم الحسين فلم يجبه أحد فقالها ثلاثا فقالوا نعم فما حاجتك قال يا حسين أبشر بالنار قال له كذبت بل أقدم علي رب رحيم وشفيع مطاع فمن أنت قال ابن حوزة
فرفع الحسين يديه فقال اللهم حزه إلي النار فغضب ابن حوزة فأقحم فرسه في نهر فتعلقت قدمه بالركاب وجالت به الفرس فسقط عنها فانقطعت فخده وساقه وقدمه وبقي جنبه الآخر متعلقا بالركاب يضرب به كل حجر وشجر حتى مات
وكان مسروق بن وائل الحضرمي قد خرج معهم وقال لعلي أصيب رأس الحسين فأصيب به منزلة عند ابن زياد فلما رأي ما صنع الله بابن حوزة بدعاء الحسين رجع وقال لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئا لا أقاتلهم أبدا
ونشب القتال وخرج يزيد بن معقل حليف عبد القيس فقال يا برير بن خضير كيف تري الله صنع بك قال والله لقد صنع بي خيرا وصنع بك شرا فقال كذبت وقبل اليوم ما كنت كذابا وأنا أشهد أنك من الضالين فقال له ابن خضير هل لك

الصفحة 422