@ 424 @
منه حبيب بن مطهر وقال عز علي مصرعك أبشر بالجنة ولولا أني أعلم أنني في أثرك لاحق بك لأحببت أن توصيني حتى أحفظك بما أنت له أهل
فقال أوصيك بهذا رحمك الله وأومأ بيده نحو الحسين أن تموت دونه فقال أفعل ثم مات مسلم وصاحت جارية له فقالت يا بن عوسجة فنادي أصحاب عمرو قتلنا مسلما فقال شبث لبعض من حوله ثكلتكم أمهاتكم إنما تقتلون أنفسكم بأيديكم وتذلون أنفسكم لغيركم أتفرحون بقتل مثل مسلم أما والذي أسلمت له لرب موقف له قد رأيته في المسلمين فلقد رأيته يوم سلق أذربيجان قتل ستة من المشركين قبل أن تنام خيول المسلمين أفيقتل مثله وتفرحون
وكان من الذين قتلهم مسلم بن عبد الله الضبابي وعبد الرحمن بن أبي خشكارة البجلي
وحمل شمر في الميسرة فثبتوا له وحملوا علي الحسين وأصحابه من كل جانب فقتل الكلبي وقد قتل رجلين بعد الرجلين الأولين وقاتل قتالا شديدا فقتله هانئ بن ثبيت الحضرمي وبكير بن حي التميمي من تيم الله بن ثعلبة وقاتل أصحاب الحسين قتالا شديدا وهم اثنان وثلاثون فارسا فلم تحمل علي جانب من خيل الكوفة إلا كشفته فلما رأي ذلك عروة بن قيس وهو علي خيل الكوفة بعث إلي عمر فقال ألا تري ما تلقي خيلي هذا اليوم من هذه العدة اليسيرة ابعث إليهم الرجال والرماة فقال لشبث بن ربعي ألا تقدم إليهم فقال سبحان الله شيخ مضر وأهل المصر عامة تبعثه في الرماة لم تجد لهذا غيري ولم يزالوا يرون من شبث الكراهة للقتال حتى أنه كان يقول في إمارة مصعب لا يعطي الله أهل هذا المضر خيرا أبدا ولا يسددهم لرشد ألا تعجبون أنا قاتلنا مع علي بن أبي طالب ومع ابنه الحسن آل أبي سفيان خمس سنين ثم عدونا علي ابنه وهو خير أهل الأرض نقاتله مع آل معاوية وابن سمية الزانية ضلال يالك من ضلال
فلما قال شبث ذلك دعا عمر بن سعد الحصين بن نمير فبعث معه المجففة وخمسمائة من المرامية فلما دنوا من الحسين وأصحابه رشقوهم بالنبل فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم وصاروا رجالة كلهم وقاتل الحر بن يزيد راجلا قتالا شديدا فقاتلوهم إلي أن انتصف النهار أشد قتال خلقه الله لا يقدرون أن يأتوهم إلا من وجه واحد