@ 425 @
لاجتماع مضاربهم فلما رأي ذلك عمر أرسل رجالا يقوضون البيوت عن أيمانهم وشمائلهم ليحيطوا بهم فكان النفر من أصحاب الحسين الثلاثة والأربعة يتخللون البيوت فيقتلون الرجل وهو يقوض وينهب ويرمونه من قريب أو يعقرونه فأمر بها عمر بن سعد فأحرقت فقال لهم الحسين دعوهم فليحرقوها فإنهم إذا أحرقوها لا يستطيعون أن يجوزوا إليكم منها فكان كذلك
وخرجت امرأة الكلبي تمشي إلي زوجها فجلست عند رأسه تمسح التراب عن وجهه وتقول هنيئا لك الجنة فأمر شمر غلاما اسمه رستم فضرب رأسها بالعمود فشدخه فماتت مكانها
وحمل شمر حتى بلغ فسطاط الحسين ونادي علي بالنار حتى أحرق هذا البيت علي أهله فصاحت النساء وخرجن وصاح به الحسين أنت تحرق بيتي علي أهلي أحرقك الله بالنار
فقال حميد بن مسلم لشمر إن هذا لا يصلح تعذب بعذاب الله وتقتل الولدان والنساء والله إن في قتل الرجال لما يرضي به أميرك فلم يقبل منه فجاءه شبث بن ربعي فنهاه فانتهي وذهب لينصرف فحمل عليه زهير بن القين في عشرة فكشفهم عن البيوت وقتلوا أبا عزة الضبابي وكان من أصحاب شمر وعطف الناس عليهم فكثروهم وكانوا إذا قتل منهم الرجل والرجلان يبين فيهم لقلتهم وإذا قتل في أولئك لا يبين فيهم لكثرتهم
ولما حضر وقت الصلاة قال أبو ثمامة الصائدي للحسين نفسي لنفسك الفداء أري هؤلاء قد اقتربوا منك والله لا تقتل حتى أقتل دونك وأحب أن ألقي ربي وقد صليت هذه الصلاة التي قد دنا وقتها فرفع الحسين رأسه وقال ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين نعم هذا أول وقتها ثم قال سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي ففعلوا فقال لهم الحصين إنها لا تقبل
فقال له حبيب بن مطهر زعمت أن لا تقبل الصلاة من آل رسول الله وتقبل منك يا حمار فحمل عليه الحصين وخرج إليه حبيب فضرب وجه فرسه بالسيف فشب فسقط عنه الحصين فاستنقذه أصحابه وقاتل حبيب قتالا شديدا فقتل رجلا من بني