@ 426 @
تميم اسمه بديل بن صريم وحمل عليه آخر من تميم فطعنه فذهب ليقوم فضربه الحصين علي رأسه بالسيف فوقع ونزل إليه التميمي فاحتز رأسه فقال له الحصين أنا شريكك في قتله
فقال الآخر لا والله فقال له الحصين اعطنيه أعلقه في عنق فرسي كيما يري الناس أني شركت في قتله ثم خذه وامض به إلي ابن زياد فلا حاجة لي فيما تعطاه ففعل وجال به في الناس ثم دفعه إليه فلما رجعوا إلي الكوفة أخذ الرأس وجعله في عنق رأسه ثم أقبل به إلي ابن زياد في القصر فبصر به القاسم بن حبيب وقد راهق فأقبل مع الفارس لا يفارقه فارتاب به الرجل فسأله عن حاله فأخبره وطلب الرأس ليدفنه فقال إن الأمير لا يرضي أن يدفن وأرجو أن يثيبني الأمير
فقال له لكن الله لا يثيبك إلا أسوأ الثواب ولم يزل يطلب غرة قاتل أبيه حتى كان زمان مصعب وغزا مصعب باخميرا دخل القاسم عسكره فإذا قاتل أبيه في فسطاطه فدخل عليه نصف النهار فقتله
فلما قتل حبيب هد ذلك الحسين وقال عند ذلك احتسب حماة أصحابي وحمل الحر وزهير بن القين فقاتلا قتالا شديدا وكان إذا حمل أحدهما وغاص فيهم حمل الآخر حتى يخلصه فعلا ذلك ساعة ثم إن رجالة حملت علي الحر بن يزيد فقتلته وقتل أبو ثمامة الصائدي ابن عم له كان عدوه
ثم صلوا الظهر صلي بهم الحسين صلاة الخوف ثم اقتتلوا بعد الظهر فاشتد قتالهم ووصلوا إلي الحسين فاستقدم الحنفي أمامه فاستهدف لهم يرمونه بالنبل وهو بين يديه حتى سقط وقاتل زهير بن القيم قتالا شديدا فحمل عليه كثير بن عبيد الله الشعبي ومهاجر بن أوس فقتلاه
وكان نافع بن هلال البجلي قد كتب اسمه علي فوق نبله وكانت مسمومة فقتل بها اثني عشر رجلا سوي من جرح فضرب حتى كسرت عضداه وأخذ أسيرا فأخذه شمر بن ذي الجوشن فأتي به عمر بن سعد والدم علي وجهه وهو يقول لقد قتلت منكم اثني عشر رجلا سوي من جرحت ولو بقيت لي عضد وساعد ما أسرتموني فانتضي شمر سيفه ليقتله فقال له نافع والله لو كنت من المسلمين لعظم عليك أن تلقي الله بدمائنا فالحمد لله الذي جعل منايانا علي يدي شرار خلقه فقتله شمر