كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 427 @
ثم حمل علي أصحاب الحسين فلما رأوا أنهم قد كثروا وأنهم لا يقدرون أن يمنعوا الحسين ولا أنفسهم تنافسوا أن يقتلوا بين يديه فجاء عبد الله وعبد الرحمن ابنا عروة الغفاريان إليه فقالا قد حازنا الناس إليك فجعلا يقاتلان بين يديه وأتاه الفتيان الجابريان وهما سيف بن الحارث بن سريع ومالك بن عبد بن سريع وهما ابنا عم وأخوان لأم وهما يبكيان فقال لهما ما يبكيكما إني لأرجو أن تكونوا عن ساعة قريري عين فقالا والله ما علي أنفسنا نبكي ولكن نبكي عليك نراك قد أحيط بك ولا نقدر أن نمنعك
فقال جزاكما الله جزاء المتقين
وجاء حنظلة بن أسعد الشبامي فوقف بين يدي الحسين وجعل ينادي يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد يا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد يوم تولون مدبرين مالكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد يا قوم لا تقتلوا الحسين فيسحتكم الله بعذاب وقد خاب من افتري
فقال له الحسين رحمك الله إنهم قد استوجبوا العذاب حين ردوا ما دعوتهم إليه من الحق ونهضوا ليستبيحوك وأصحابك فكيف بهم الآن وقد قتلوا إخوانك الصالحين
فسلم علي الحسين وصلي عليه وعلي أهل بيته وتقدم وقاتل حتى قتل
وتقدم الفتيان الجابريان فودعا الحسين وقاتلا حتى قتلا
وجاء عابس بن أبي شبيب الشاكري وشوذب مولي شاكر إلي الحسين فسلما عليه وتقدما فقاتلا حتى قتلا فقتل شوذب وأما عابس فطلب البراز فتحاماه الناس لشجاعته فقال لهم عمر ارموه بالحجارة فرموه من كل جانب فلما رأي ذلك ألقي درعه ومغفره وحمل علي الناس فهزمهم بين يديه ثم رجعوا عليه فقتلوه وادعي قتله جماعة
وجاء الضحاك بن عبد الله المشرفي إلي الحسين فقال يا بن رسول الله قد

الصفحة 427