@ 428 @
علمت إني قلت أني أقاتل عنك ما رأيت مقاتلا فإذا لم أر مقاتلا فأنا في حل من الانصراف فقال له الحسين صدقت وكيف لك بالنجاة إن قدرت عليه فأنت في حل قال فأقبلت في فرسي وكنت قد تركته في خباء حيث رأيت خيل أصحابنا تعقر وقاتلت راجلا وقتلت رجلين وقطعت يد آخر ودعا إلي الحسين مرارا قال واستخرجت فرسي واستويت عليه وحملت علي عرض القوم فأفرجوا لي وتبعني منهم خمسة عشر رجلا ففتهم وسلمت
وجثا أبو الشعثاء الكندي وهو يزيد بن أبي زياد بين يدي الحسين فرمي بمائة سهم ما سقط منها خمسة أسهم وكلما رمي يقول له الحسين اللهم سدد رميته واجعل ثوابة الجنة وكان يزيد هذا فيمن خرج مع عمر بن سعد فلما ردوا الشروط علي الحسين عدل إليه فقاتل بين يديه وكان أول من قتل وأما الصيداوي عمرو بن خالد وجبار بن حارث السلماني وسعد مولي عمرو بن خالد ومجمع بن عبيد الله العائذي فإنهم قاتلوا أول القتال فلما وغلوا فيهم عطفوا إليهم فقطعوهم عن أصحابهم فحمل العباس بن علي فاستنقذهم وقد جرحوا فلما دنا منهم عدوهم حملوا عليهم فقاتلوا فقتلوا في أول الأمر في مكان واحد
وكان آخر من بقي من أصحاب الحسين سويد بن أبي المطاع الخثعمي $ مقتل آل بني أبي طالب مع الحسين رضي الله عنهم $
وكان أول من قتل من آل بني أبي طالب يومئذ علي الأكبر بن الحسين وأمة ليلي بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفية وذلك أنه حمل عليهم وهو يقول
( أنا علي بن الحسين بن علي ... نحن ورب البيت أولي بالنبي )
( تالله لا يحكم فينا ابن الدعي )
ففعل ذلك مرارا فحمل عليه مرة بن منقذ العبدي فطعنه فصرع وقطعه الناس بسيوفهم فلما رآه الحسين قال قتل الله قوما قتلوك يا بني ما أجرأهم علي الله وعلي