@ 429 @
انتهاك حرمة الرسول علي الدنيا بعدك العفاء وأقبل الحسين إليه ومعه فتيانه فقال احملوا أخاكم فحملوه حتى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه ثم إن عمرو بن صبيح الصدائي رمي عبد الله بن مسلم بن عقيل بسهم فوضع كفه علي جبهته فلم يستطع أن يحركها ثم رماه بسهم آخر فقتله
وحمل الناس عليهم من كل جانب فحمل عبد الله بن قطبة الطائي علي عون بن عبد الله بن جعفر فقتله وحمل عثمان بن خالد بن أسير الجهني وبشر بن سوت الهمداني علي عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب فقتلاه ورمي عبد الله بن عروة الخثعمي جعفر بن عقيل فقتله ثم حمل القاسم بن الحسن بن علي وبيده السيف فحمله عليه عمرو بن سعد بن نفيل الأسدي فضرب رأسه بالسيف فسقط القاسم إلي الأرض لوجهه وقال يا عماه فانقض الحسين إليه كالصقر ثم شد شدة ليث أغضب فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بيده فقطع يده من المرفق فصاح فحملت خيل الكوفة ليستنقذوا عمرا فاستقبلته بصدورها فجالت عليه فوطئته حتى مات
وانجلت الغبرة والحسين واقف علي رأس القاسم وهو يفحص برجليه والحسين يقول
بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك ثم قال عز والله علي عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك ثم لا ينفعك صوته والله هذا يوم كثر واتره وقل ناصره
ثم احتمله علي صدره حتى ألقاه مع ابنه علي ومن قتل معه من أهل بيته ومكث الحسين طويلا من النهار كلما انتهي إليه رجل من الناس رجع وكره أن يتولي قتله وعظم إثمه ثم إن رجلا من كندة يقال له مالك بن النسير أتاه فضربه علي رأسه بالسيف فقطع البرنس وأدمي رأسه وامتلأ البرنس دما فقال له الحسين لا أكلت بها ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين وألقي البرنس ولبس القلنسوة وأخذ الكندي البرنس فلما قدم علي أهله أخذ البرنس يغسل الدم عنه فقالت له امرأته أسلب ابن رسول الله تدخله بيتي أخرجه عني فقال فلم يزل ذلك الرجل فقيرا بشر حتى مات
ودعا الحسين بابنه عبد الله وهو صغير فأجلسه في حجره فرماه رجل من بني أسد فذبحه فأخذ الحسين من دمه فصبه في الأرض ثم قال