كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 440 @
المسلمين وزرع في قلوبهم العداوة فأبغضني البر والفاجر بما استعظموه من قتل الحسين مالي ولابن مرجانة لعنه الله وغضب عليه
ولما أراد أن يسيرهم إلي المدينة أمر يزيد النعمان بن بشير أن يجهزهم بما يصلحهم ويسير معهم رجلا أمينا من أهل الشام ومعه خيل يسير بهم إلي المدينة ودعا عليا ليودعه وقال له لعن الله ابن مرجانة أما والله لو أني صاحبه ما سألني خصلة أبدا إلا أعطيته إياها ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي ولكن قضي الله ما رأيت يا بني كاتبني حاجة تكون لك
وأوصي بهم هذا الرسول فخجر بهم فكان يسايرهم ليلا فيكونون أمامه بحيث لا يفوتون طرفه فإذا نزلوا تنحوا عنهم هو وأصحابه فكانوا حولهم كهيئة الحرس وكان يسألهم عن حاجتهم ويلطف بهم حتى دخلوا المدينة فقالت فاطمة بنت علي لأختها زينب لقد أحسن هذا الرجل إلينا فهل لك أن نصله بشيء فقالت والله ما معنا ما نصله به إلا حلينا فأخرجتا سوارين ودملجين لهما فبعثتا به إليه واعتذرتا فرد الجميع وقال لو كان الذي صنعت للدنيا لكان في هذا ما يرضيني ودونه ولكن والله ما فعلته إلا لله ولقرابتكم من رسول الله
وكان مع الحسين امرأته الرباب بنت امرئ القيس وهي أم ابنته سكينة وحملت إلي الشام فيمن حمل من أهله ثم عادت إلي المدينة فخطبها الأشراف من قريش فقالت ما كنت لأتخذ حموا بعد رسول الله وبقيت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا وقيل إنها أقامت علي قبره سنة وعادت إلي المدينة فماتت أسفا عليه
وأرسل عبيد الله بن زياد مبشرا إلي المدينة بقتل الحسين إلي عمرو بن سعيد فلقيه رجل من قريش فقال ما الخبر فقال الخبر عند الأمير فقال القرشي إنا لله وإنا إليه راجعون
ودخل البشير علي عمرو بن سعيد فقال ما وراءك قال ما سر الأمير قتل الحسين بن علي فقال ناد بقتله فنادي فصاح نساء بني هاشم وخرجت ابنه عقيل بن أبي طالب ومعها نساؤها حاسرة تلوي بثيابها وهي تقول

الصفحة 440