كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 444 @
يا عمر ائتي بالكتاب الذي كتبته إليك في قتل الحسين قال مضيت لأمرك وضاع الكتاب قال لتجئني به قال ترك والله يقرأ علي عجائز قريش بالمدينة اعتذارا إليهن أما والله لقد نصحتك في الحسين نصيحة لو نصحتها أبي سعد بن أبي وقاص لكنت قد أديت حقه فقال عثمان بن زياد أخو عبيد الله صدق والله لوددت أنه ليس من بني زياد رجل إلا وفي أنفه خزامة إلي يوم القيامة وأن الحسين لم يقتل فما أنكر ذلك عبيد الله بن زياد آخر المقتل
$ ذكر قتل أبي بلال مرداس بن حدير الحنظلي $
قد تقدم ذكر سبب خروجه وتوجيه عبيد الله بن زياد العساكر إليه في الفي رجل فالتقائهم بآسك وهزيمة عسكر ابن زياد فلما هزمهم أبو بلال وبلغ ذلك ابن زياد أرسل إليه ثلاث ألاف عليهم عباد بن الأخضر والأخضر زوج أمه نسب إليه وهو عباد بن علقمة بن عباد التميمي فاتبعه حتى لحقه بتوج فصف له عباد وحمل عليهم أبو بلال فيمن معه فثبتوا واشتد القتال حتى دخل وقت العصر فقال أبو بلال هذا يوم جمعة وهو يوم عظيم وهذا وقت العصر فدعونا حتى نصلي فاجابهم ابن الأخضر وتحاجزوا فعجل ابن الأخضر الصلاة وقيل قطعها والخوارج يصلون فشد عليهم هو وأصحابه وهم ما بين قائم وراكع وساجد لم يتغير منهم أحد من حاله فقتلوا من آخرهم وأخذ رأس أبي بلال ورجع عباد إلي البصرة فرصد بها عبيدة بن هلال ومعه ثلاثة نفر فأقبل عباد يريد قصر الإمارة وهو مردف ابنا صغيرا له فقالوا له قف حتى نستفتيك فوقف فقالوا نحن أخوة أربعة قتل أخونا فما تري قال استعدوا الأمير قالوا قد استعديناه فلم يعدنا قال فاقتلوه قتله الله فوثبوا عليه وحكموا به فالقي ابنه فنجا وقتل هو فاجتمع الناس علي الخوارج فقتلوا غير عبيدة ولما قتل ابن عباد كان ابن زياد بالكوفة ونائبه بالبصرة عبيد الله بن أبي بكرة فكتب إليه يأمره أن يتبع الخوارج ففعل ذلك وجعل يأخذهم فإذا شفع في أحدهم ضمنه إلي أن يقدم ابن زياد ومن لم يكفله أحد حبسه وأتي بعروة بن أدية فاطلقه وقال أنا كفيلك فلما قدم ابن زياد أخذ من في الحبس من الخوارج فقتلهم وطلب الكفلاء بمن كفلوا به فمن أتي بخارجي أطلقه وقتل الخارجي ومن لم يأت بالخارجي قتله ثم طلب عبيد الله بن أبي بكرة بعروة بن أدية قال لا أقدر عليه فقال اذن أقتلك به فلم يزل يبحث عنه حتى ظفر به وأحضره عند ابن زياد فقال له

الصفحة 444