كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 445 @
ابن زياد لأمثلن بك فقال اختر لنفسك من القصاص ما شئت به فامر به فقطعت يداه ورجلاه وصلبه وقيل إنه قتل سنة ثمان وخمسين
$ ذكر ولاية سلم بن زياد علي خراسان وسجستان $
قيل في هذه السنة استعمل يزيد سلم بن زياد علي خراسان وسبب ذلك أن سلما قدم علي يزيد فقال له يزيد يا أبا حرب أوليك عمل أخويك عبد الرحمن وعباد فقال ما أحب أمير المؤمنين فولاه خراسان وسجستان فوجه سلم الحرث بن معاوية الحارثي جد عيسي بن شبيب إلي خراسان وقدم سلم البصرة فتجهز منها فوجه أخاه يزيد إلي سجستان فكتب عبيد الله بن زياد إلي أخيه عباد يخبره بولاية سلم فقسم عباد ما في بيت المال علي عبيده وفضل فضل فنادي من أراد سلفا فليأخذ فأسلف كل من أتاه وخرج عباد من سجستان فلما كان بجيرفت بلغه مكان سلم وكان بينهما جبل فعدل عنه فذهب لعباد تلك الليلة ألف مملوك أقل ما مع أحدهم عشرة آلاف وسار عباد علي فارس فقدم علي يزيد فسأله عن المال فقال كنت صاحب ثغر فقسمت ما أصبت بين الناس ولما سار سلم إلي خراسان كتب معه يزيد إلي أخيه عبيد الله بن زياد ينتخب له ستة آلاف فارس وقيل ألفي فارس وكان سلم ينتخب الوجوه فخرج معه عمران بن الفضيل البرجمي والمهلب بن أبي صفرة وعبد الله بن خازم السلمي وطلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي وحنظلة بن عرادة ويحيي بن يعمر العدواني وصلة بن أشيم العدوي وغيرهم وسار سلم إلي خراسان وعبر النهر غازيا وكان عمال خراسان قبله يغزون فإذا دخل الشتاء رجعوا إلي مرو الشاهجان فإذا انصرف المسلمون اجتمع ملوك خراسان بمدينة مما يلي خوارزم فيتعاقدون أن لا يغزو بعضهم بعضا ويتشاورون في أمورهم فكان المسلمون يطلبون إلي أمرائهم غزو تلك المدينة فيأبون عليهم فلما قدم سلم غزا فشتا في بعض مغازيه فألح عليه المهلب بن أبي صفرة وسأله التوجه إلي تلك المدينة فوجهه في ستة آلاف وقيل أربعة آلاف فحاصرهم فطلبوا أن يصالحهم علي أن يفدوا أنفسهم فأجابهم إلي ذلك وصالحوه علي نيف وعشرين ألف ألف وكان في صلحهم أن يأخذ منهم عروضا فكان يأخذ الرأس والدابة والمتاع بنصف ثمنه فبلغت قيمته ما أخذ منهم خمسين ألف ألف فحظي بها المهلب عند سلم وأخذ سلم من ذلك ما أعجبه

الصفحة 445