كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 449 @

$ ثم دخلت سنة اثنتين وستين $
$ ذكر وفد أهل المدينة إلي الشام $
لما ولي الوليد الحجاز أقام يريد غرة ابن الزبير فلا يجده إلا محترزا ممتنعا وثار نجده بن عامر النخعي باليمامة حين قتل الحسين وثار ابن الزبير بالحجاز وكان الوليد يفيض من المعرف ويفيض معه سائر الناس وابن الزبير واقف في أصحابه ثم يفيض ابن الزبير بأصحابه ونجدة بأصحابه وكان نجدة يلقي ابن الزبير فيكثر حتى ظن الناس أنه سيبايعه ثم إن الزبير عمل بالمكر في أمر الوليد فكتب إلي يزيد إنك بعثت إلينا رجلا أخرق لا ينجد لرشد ولا يرعوي لعظة الحكيم فلو بعثت رجلا سهل الخلق رجوت أن يسهل من الأمور ما استوعر منها وأن يجتمع ما تفرق فعزل يزيد الوليد وولي عثمان بن محمد بن أبي سفيان وهو فتي غر حدث لم يجرب الأمور ولم يحنكه السن لا يكاد ينظر في شيء من سلطانه ولا عمله فبعث إلي يزيد وفدا من أهل المدينة فيهم عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة وعبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي والمنذر بن الزبير ورجالا كثيرة من أشراف أهل المدينة فقدموا علي يزيد فأكرمهم وأحسن إليهم وأعظم جوائزهم فأعطي عبد الله بن حنظلة وكان شريفا فاضلا عابدا سيدا مائة ألف درهم وكان معه ثمانية بنين فأعطي كل ولد عشرة آلاف فلما رجعوا قدموا المدينة كلهم إلا المنذر بن الزبير فإنه قدم العراق علي ابن زياد وكان يزيد قد اجازه بمائة ألف فلما قدم أولئك النفر الوفد المدينة قاموا فيهم فأظهروا شتم يزيد وعيبه وقالوا قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر ويضرب بالطنابير

الصفحة 449