كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 450 @
ويعزف عنده القيان ويلعب الكلاب ويسمر عنده الخراب وهم اللصوص وإنا نشهدكم أنا قد خلعناه وقام عبد الله بن حنظلة الغسيل فقال جئتكم من عند رجل لو لم أجد إلا بني هؤلاء لجاهدته بهم وقد أعطاني وأكرمني وما قبلت منه عطاءه إلا لأتقوى به فخلعه الناس وبايعوا عبد الله بن حنظلة الغسيل علي خلع يزيد وولوه عليهم
وأما المنذر بن الزبير فإنه قدم علي ابن زياد فأكرمه وأحسن إليه وكان صديق زياد فأتاه كتاب يزيد حيث بلغه أمر المدينة يأمره بحبس المنذر فكره ذلك لأنه ضيفه وصديق أبيه فدعاه وأخبره بالكتاب فقال له إاذ اجتمع الناس عندي فقم وقل ائذن لي لأنصرف إلي بلادي فإذا قلت بل تقم عندي فلك الكرامة والمواساة فقل إن لي ضيعة وشغلا ولا أجد بدا لي من الانصراف فتلحق بأهلك فلما اجتمع الناس علي ابن زياد فعل المنذر ذلك فأذن له في الانصراف فقدم المدينة فكان ممن يحرض الناس علي يزيد وقال إنه قد أجازني بمائة ألف ولا يمنعني ما صنع بي أن أخبركم خبره وأصدقكم عنه والله إنه ليشرب الخمر والله إنه ليسكر حتى يدع الصلاة وعابه بمثل ما عابه به أصحابه وأشد فبعث يزيد النعمان بن بشير الأنصاري وقال له إن عدد الناس بالمدينة قومك فإنهم ما يمنعهم شيء عما يريدون فإنهم إن لم ينهضوا في هذا الأمر لم يجترئ الناس علي خلافي فأقبل النعمان فأتي قومه فأمرهم بلزوم الطاعة وخوفهم الفتنة وقال لهم إنكم لا طاقة لكم بأهل الشام فقال عبد الله بن مطيع العدوي يا نعمان ما عملك علي فساد ما أصلح الله من أمرنا وتفريق جماعتنا فقال النعمان والله كأني بك لو نزل بك الجموع ودارت رحى الموت بين الفريقين قد ركبت بغلتك إلي مكة وخلفت هؤلاء المساكين يعني الأنصار يقتلون في سككهم ومساجدهم وعلي أبواب دورهم فعصاه الناس وانصرف وكان الأمر كما قال
$ ذكر ولاية عقبة بن نافع إفريقية ثانية وما افتتحه فيها وقتله $
قد ذكرنا عزل عقبة عن إفريقية وعوده إلي الشام فلما وصل إلي معاوية وعده بإعادته إلي إفريقيا وتوفي معاوية وعقبة بالشام فاستعمله يزيد علي إفريقية في هذه السنة وأرسله إليها فوصل إلي القيروان مجدا وقبض أبا المهاجر أميرها وأوثقه في الحديد وترك بالقيروان جندا مع الذراري والأموال واستخلف بها زهير بن قيس البلوي

الصفحة 450