كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 451 @
وأحضر أولاده فقال لهم إني قد بعثت نفسي من الله عز وجل فلا أزال مجاهدا من كفر بالله وأوصي بما يفعل بعده ثم سار في عسكر عظيم حتى دخل مدينة باغاية وقد اجتمع بها خلق كثير من الروم فقاتلوه قتالا شديدا وانهزموا عنه وقتل فيهم قتلا ذريعا وغنم منهم غنائم كثيرة ودخل المنهزمون المدينة وحاصرهم عقبة ثم كره المقام عليهم فسار إلي بلاد الزاب وهي بلاد واسعة فيها عدة مدن وقري كثيرة فقصد مدينتها العظمي واسمها أربة فامتنع بها من هناك من الروم والنصارى عدة دفعات ثم انهزم النصارى وقتل كثير من فرسانهم ورحل إلي تاهرت فلما بلغ الروم خبره استعانوا بالبربر فأجابوهم ونصروهم فاجتمعوا في جمع كثير والتقوا واقتتلوا قتالا شديدا واشتد الأمر علي المسلمين لكثرة العدو ثم إن الله تعالي نصرهم فانهزمت الروم والبربر وأخذهم السيف وكثر فيهم القتل وغنم المسلمون أموالهم وسلاحهم
ثم سار حتى نزل علي طنجة فلقيه بطريق من الروم اسمه يليان فأهدي له هدية حسنة ونزل علي حكمه ثم سأله عن الأندلس فعظم الأمر عليه فسأله عن البربر فقال هم كثيرون لا يعلم عددهم إلا الله وهم بالسوس الأدنى وهم كفار لم يدخلوا في النصرانية ولهم بأس شديد فسار عقبة إليهم نحو السوس الأدنى وهم كفار لم يدخلوا في النصرانية ولهم بأس شديد فسار عقبة إليهم نحو السوس الأدنى وهو مغرب طنجة فانتهي إلي أوائل البربر فلقوه في جمع كثير فقتل فيهم قتلا ذريعا وبعث خيله في كل مكان هربوا إليه وسار هو حتى وصل إلي السوس الأقصى وقد اجتمع له البربر في عالم لا يحصي فلقيهم وقاتلهم وهزمهم وقتل المسلمون فيهم حتى ملوا وغنموا منهم وسبوا سبيا كثيرا وسار حتى بلغ ماليان ورأي البحر المحيط فقال يا رب لولا هذا البحر لمضيت في البلاد مجاهدا في سبيلك ثم عاد فنفر الروم والبربر عن طريقه خوفا منه واجتاز بمكان يعرف اليوم بماء الفرس فنزله ولم يكن به ماء فلحق الناس عطش كثير أشرفوا علي الهلاك فصلي عقبة ركعتين ودعا فبحث فرس له في الأرض بيديه فكشف له عن صفاة فانفجر الماء فنادي عقبة في الناس فحفروا أحساء كثيرة وشربوا فسمي ماء الفرس فلما وصل إلي مدينة طبنة وبينها وبين القيروان ثمانية

الصفحة 451