كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 455 @

$ ثم دخلت سنة ثلاث وستين $
كان أول وقعة الحرة ما تقدم من خلع يزيد فلما كانت هذه السنة أخرج أهل المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان عامل يزيد وحصروا بني أمية بعد بيعتهم عبد الله بن حنظلة فاجتمع بنو أمية ومواليهم ومن يري رأيهم في ألف رجل حتى نزلوا دار مروان بن الحكم فكتبوا إلي يزيد يستغيثون به فقدم الرسول إليه وهو جالس علي كرسي وقد وضع قدميه في طشت فيه ماء لنقرس كان بهما قرأ الكتاب تمثل
( لقد بدلوا الحكم الذي في سجيتي ... فبدلت قومي غلظة بليان )
ثم قال أما يكون بنو أمية ومواليهم ألف رجل فقال الرسول بلي والله وأكثر قال فما استطاعوا أن يقاتلوا ساعة من النهار فبعث إلي عمرو بن سعيد فاقرأه الكتاب وأمره أن يسير إليهم في الناس فقال قد كنت ضبطت لك الأمور والبلاد فأما الآن صارت دماء قريش تهرق بالصعيد فلا أحب أن أتولي ذلك وبعث إلي عبيد الله بن زياد يأمره بالمسير إلي المدينة ومحاصرة ابن الزبير بمكة فقال والله لا جمعتهما للفاسق قتل ابن رسول الله وغزو الكعبة ثم أرسل إليه يعتذر فبعث إلي مسلم بن عقبة المري وهو الذي سمي مسرفا وهو شيخ كبير مريض فأخبره الخبر فقال أما يكون بنو أمية ألف رجل فقال الرسول بلي قال فما استطاعوا أن يقاتلوا ساعة من النهار ليس هؤلاء بأهل أن ينصروا فإنهم الأذلاء دعهم يا أمير المؤمنين حتى يجهدوا أنفسهم في جهاد عدوهم ويتبين لك من يقاتل علي طاعتك ومن يستسلم قال ويحك إنه لا خير في العيش بعدهم فاخرج بالناس وقيل إن معاوية قال

الصفحة 455