كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 457 @
يستقوا بدلو حتى وردوا المدينة فلما أخرج أهل المدينة بني أمية ساروا بأثقالهم حتى لقوا مسلم بن عقبة بوادي القرى فدعا عمرو بن عثمان بن عفان أول الناس فقال له خبرني ما وراءك وأشر علي فقال لا أستطيع قد أخذ علينا العهود والمواثيق أن لا ندل علي عورة ولا نظاهر عدونا فانتهره وقال والله لولا أنك ابن عثمان لضربت عنقك وأيم الله لا أقيلها قرشيا بعدك فخرج إلي أصحابه فأخبرهم خبره فقال مروان بن الحكم لابنه عبد الملك ادخل قبلي لعله يجتزئ بك عني فدخل عبد الملك فقال هات ما عندك فقال أري أن تسير بمن معك فإذا انتهيت إلي ذي نخلة نزلن فاستظل الناس في ظله فأكلوا من صقره فإذا أصبحت من الغد مضيت وتركت المدينة ذات اليسار ثم درت بها حتى تأتيهم من قبل الحرة مشرقا ثم تستقبل القوم فإذا استقبلتهم وقد أشرقت عليهم الشمس طلعت بين أكتاف أصحابك فلا تؤذيهم ويصيبهم أذاها ويرون من ائتلاق بيضكم وأسنة رماحكم وسيوفكم ودروعكم ما لا ترونه انتم ما داموا مغربين ثم قاتلهم واستعن الله عليهم فقال له مسلم لله أبوك أي أمرئ ولد ثم إن مروان دخل عليه فقال له إيه فقال أليس قد دخل عليك عبد الملك قال بلي وأي رجل عبد الملك قلما كلمت من رجال قريش رجلا شبيها به فقال مروان إذا لقيت عبد الملك فقد لقيتني ثم إنه صار في كل مكان يصنع ما أمر به عبد الملك فجاءهم من قبل المشرق ثم دعاهم مسلم فقال إن أمير المؤمنين يزعم أنكم الأصل وإني أكره إراقة دمائكم وإني أؤجلكم ثلاثا فمن ارعوى وراجع الحق قبلنا منه وانصرفت عنكم وسرت إلي هذا المحل الذي بمكة وان أبيتم كنا قد اعتذرنا إليكم فلما مضت الثلاث قال يا أهل المدينة ما تصنعون أتسالمون أم تجاربون فقالوا بل نحارب فقال لهم لا تفعلوا بل ادخلوا في الطاعة ونجعل جدنا وشوكتنا علي أهل هذا الملحد الذي قد جمع إليه المراق والفساق من كل أوب يعني ابن الزبير فقالوا له يا أعداء الله لو أردتم أن تجوزوا إليه ما تركناكم نحن قد نعلم أن تأتوا بيت الله الرحام فتخيفوا أهله وتلحدوا فيه وتستحلوا حرمته لا والله لا نفعل
وكان أهل المدينة قد اتخذوا خندقا وعليه جمع منهم وكان عليه عبد الرحمن بن زهير بن عبد عوف وهو ابن عم عبد الرحمن بن عوف وكان عبد الله بن مطيع علي

الصفحة 457