كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 46 @

$ ثم دخلت سنة خمس وثلاثين $
$ ذكر مسير من سار إلي حصر عثمان $
قيل في هذه السنة كان مسير من سار من أهل مصر إلي ذي خشب ومسير من سار من أهل العراق إلي ذي المروة وكان سبب ذلك أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا من أهل صنعاء أمة سوداء وأسلم أيام عثمان ثم تنقل في الحجاز ثم بالبصرة ثم بالكوفة ثم بالشام يريد إضلال الناس فلم يقدر منهم علي ذلك فأخرجه أهل الشام فأتي مصر فأقام فيهم وقال لهم العجب ممن يصدق إن عيسى يرجع ويكذب أن محمدا يرجع وقد قال الله عز وجل { إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد } محمد أحق بالرجعة من عيسى فوضع لهم الرجعة فقبلت منه
ثم قال بعد ذلك إنه كان لكل نبي وصي وعلي وصي محمد فمن أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله ووثب علي وصيه وإن عثمان أخذها بغير حق فانهضوا في هذا الأمر وابدؤا الطعن علي أمرائكم وإظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا به الناس وبث دعاته وكاتب من استفسد في الأمصار وكاتبوه ودعوا في السر إلي ما عليه رأيهم وصاروا يكتبون إلي الأمصار بكتب يضعونها في عيب ولاتهم ويكتب أهل مصر منهم إلي مصر آخر بما يصنعون حتى تناولوا بذلك المدينة وأوسعوا بذلك الأرض إذاعة فيقول أهل كل مصر إنا لفي عافية مما ابتلي منه به هؤلاء إلا أهل المدينة فإنهم جاءهم ذلك عن جميع الأمصار فقالوا إنا لفي عافية مما فيه الناس فأتوا عثمان فقالوا يا أمير المؤمنين أيأتيك عن الناس الذي يأتينا فقال لا

الصفحة 46