كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 460 @
سبهم وذمهم وحرضهم فقاتلوهم فبينما الناس في قتالهم إذ سمعوا تكبيرا من خلفهم في جوف المدينة وكان سببه أن بني حارثة أدخلوا أهل الشام المدينة فانهزم الناس فكان من أصيب في الخندق أكثر ممن قتل ودعا مسلم الناس إلي البيعة ليزيد علي أنهم خول له يحمن في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء فمن امتنع من ذلك قتله وطلب الأمان ليزيد بن عبد الله بن ربيعة بن الأسود ولمحمد بن أبي الجهم بن حذيفة ولمعقل بن سنان الأشجعي فأتي بهم بعد الوقعة بيوم فقال بايعوا علي الشرط فقال القرشيان نبايعك علي كتاب الله وسنة رسوله فضرب أعناقهما فقال مروان سبحان الله أتقتل رجلين من قريش أتيا بأمام فطعن بخاصرته بالقضيب فقال وأنت والله لو قلت بمقالتهما لقتلتك
وجاء معقل بن سنان فجلس مع القوم فدعا بشراب ليسقي فقال له مسلم أي الشراب أحب إليك قال العسل قال اسقوه فشرب حتى ارتوي فقال له أرويت قال نعم قال والله لا تشرب بعدها شربة إلا في نار جهنم فقال أنشدك الله والرحمن فقال له أنت الذي لقيتني بطبرية ليلة خلاجت من عند يزيد فقلت سرنا شهرا ورجعنا شهرا وأصبحت صفرا فنرجع إلي المدينة فنخلع هذا الفاسق ابن الفاسق ونبايع لرجل من المهاجرين أو الأنصار فيم غطفان واشجع من الخلق والخلافة اني آليت بيمين لا ألقاك في حرب أقدر منه علي قتلك إلا فعلت ثم أمر به فقتل وأتي بيزيد بن وهب فقال له بايع قال أبايعك علي الكتاب والسنة قال اقتلوه قال أنا أبايعك قال لا والله فتكلم فيه مروان لصهر كان بينهما فأمر بمروان فوجئت أنفه ثم قتل يزيد ثم أتي مروان بعلي بن الحسين فجاء يمشي بين مروان وابنه عبد الملك حتى جلس بينهما عنده فدعا مروان بشراب ليحترم بذلك فشرب منه يسيرا ثم ناوله علي بن الحسين فلما وقع في يده قال له مسلم لا تشرب من شرابنا فارتعد كفه ولم يأمنه علي نفسه وأمسك القدح بكفه لا يشربه ولا يضعه فقال له

الصفحة 460