كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 461 @
أجئت تمشي بين هؤلاء لتأمن عندي والله لو كان إليهما أمر لقتلتك ولكن أمير المؤمنين أوصاني بك وأخبرني أنك كاتبته فإن شئت فاشرب فشرب ثم أجلسه معه علي السرير ثم قال له لعل أهلك فزعوا قال أي والله فأمر بدابة فأسرجت له فحمله عليها فرده ولم يلزمه بالبيعة ليزيد علي ما شرط علي أهل المدينة وأحضر علي بن عبد الله بن عباس ليبايع فقال الحصين بن نمير السكوني لا يبايع ابن أختنا إلا كبيعة علي بن الحسين وكانت أم علي بن عبد الله كندة مع الحصين فتركه مسلم فقال علي
( أبي العباس قرم بني قصي ... وأخوالي الملوك بنو وليعة )
( هموا منعوا ذماري يوم جاءت ... كتائب مسرف وبنو اللكيعة )
( أرادوني التي لا عز فيها ... فحالت دونه أيد سريعة )
يعني بقوله مسرف مسلم بن عقبة فإنه سمي بعد وقعة الحرة مسرفا وبنو وليعة بطن من كنددة منهم أمه واللكيعة أم أمه وقيل إن عمرو بن عثمان بن عفان لم يكن فيمن خرج من بني أمية فأتي به يومئذ إلي مسلم فقال يا أهل الشام تعرفون هذا قالوا لا قال هذا خبيث بن الطيب هذا عمرو بن عثمان هي يا عمرو إذا ظهر أهل المدينة قلت أنا رجل منكم وإن ظهر أهل الشام قلت أنا ابن أمير المؤمنين عثمان فأمر به فنتفت لحيته ثم قال يا أهل الشام إن أم هذا كانت تدخل الجعل في فيها ثم تقول يا أمير المؤمنين حاجيتك ما في فمي وفي فمها ما شاهي وباهي وكانت من دوس ثم خلي سبيله وكانت وقعة الحرة لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستين
قال محمد بن عمارة قدمت الشام في تجارة فقال لي رجل من أين أنت فقلت من المدينة فقال خبيثة فقلت يسميها رسول الله طيبة وتسميها خبيثة فقال إن لي ولها شأنا لما خرج الناس إلي وقعة الحرة رأيت في المنام إني قتلت رجلا اسمه محمد أدخل بقتله النار فاجتهدت في أني لا أسير معهم فلم يقبل مني فسرت

الصفحة 461