كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 462 @
معهم ولم أقاتل حتى انقضت الوقعة فمررت برجل في القتلى به رمق فقال تنح يا كلب فأنفت من كلامه وقتلته ثم ذكرت رؤياي فجئت برجل من أهل المدينة يتصفح القتلى فلما رأى الرجل الذي قتلته قال انا لله لا يدخل قاتل هذا الجنة قلت ومن هذا قال هو محمد بن عمرو بن حزم ولد علي عهد رسول الله فسماه محمدا وكناه أبا عبد الملك فأتيت أهله فعرضت عليهم أن يقتلوني فلم يفعلوا وعرضت عليهم الدية فلم يأخذوا
وممن قتل بالحرة عبد الله بن عاصم الأنصاري وليس بصاحب الأذان ذاك ابن زيد بن ثعلبة وقتل أيضا فيها عبيد الله بن عبد الله بن موهب ووهب بن عبد الله بن زمعة بن الأسود وعبد الله بن عبد الرحمن بن حاطب وزبير بن عبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب
$ ذكر عدة حوادث $
وفي هذه السنة توفي الربيع بن خثيم الكوفي الزاهد وحج بالناس هذه السنة عبد الله بن الزبير وكان يسمي يومئذ العائذ وكانوا يرون الأمر شوري وأتاه الخبر بوقعة الحرة هلال المحرم مع مولي المسور بن مخرمة فجاءه أمر عظيم فأعد هو وأصحابه واستعدوا وعرفوا أن مسلما نازل بهم
$ ثم دخلت سنة أربع وستين $
$ ذكر مسير مسلم لحصار ابن الزبير وموته $
فلما فرغ مسلم من قتال أهل المدينة ونهبها شخص بمن معه نحو مكة يريد ابن الزبير ومن معه واستخلف علي المدينة روح بن زنباع الجذامي وقيل استخلف عمرو بن مخرمة الأشجعي فلما انتهي إلي المسلل نزل به الموت وقيل بثينة هرشي فلما حضره الموت أحضر الحصين بن نمير وقال له يا ابن برذعة الحمار لو كان الأمر إلي ما وليتك هذا الجند ولكن أمير المؤمنين ولاك بعدي خذ عني أربعا أسرع السير وعجل المناجزة وعم الأخبار ولا تمكن قريشا من أذنك ثم قال اللهم إني لم أعمل قط بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله عملا أحب إلي من قتلي أهل المدينة ولا أرجي عندي في الآخرة فلما مات سار الحصين بالناس فقدم مكة لأربع بقين من المحرم سن أربع وستين وقد بايع أهلها وأهل الحجاز عبد الله بن الزبير واجتمعوا عليه ولحق به المنهزمون من أهل المدينة وقدم عليه نجدة بن عامر الحنفي في الناس من الخوارج يمنعون البيت وخرج ابن الزبير إلي لقاء أهل الشام ومعه أخوه المنذر فبارز رجلا من أهل الشام فضرب كل واحد منهما صاحبه ضربة مات منها ثم حمل أهل الشام عليهم حملة انكشفت منها أصحاب عبد الله وعثرت بغلة عبد الله فقال تعسا ثم نزل فصاح بأصحابه إلي فأقبل إليه المسور بن مخرمة ومصعب بن عبد الرحمن بن عوف

الصفحة 462