كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 464 @
فقاتلا حتى قتلا جميعا وضاربهم ابن الزبير إلي الليل ثم انصرفوا عنه هذا في الحصر الأول ثم أقاموا عليه يقاتلونه بقية المحرم وصفر كله حتى إذا مضت ثلاثة أيام من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين رموا بالبيت بالمجانيق وحرقوه بالنار وأخذوا يرتجزون ويقولون
( خطارة مثل الفنيق المزبد ... نومي بها أعواد هذا المسجد )
وقيل إن الكعبة احترقت من نار كان يوقدها أصحاب عبد الله حول الكعبة وأقبلت شرارة هبت بها الريح فاحترقت ثياب الكعبة واحترق خشب البيت والأول أصح لأن البخاري قد ذكر في صحيحه ان ابن الزبير ترك الكعبة ليراها الناس محترقة يحرضهم علي أهل الشام وأقام أهل الشام يحاصرون ابن الزبير حتى بلغهم نعي يزيد بن معاوية لهلال ربيع الآخر
$ ذكر وفاة يزيد بن معاوية $
وفي هذه السنة توفي يزيد بن معاوية بحوارين من أرض الشام لأربع عشرة خلت من شهر ربيع الأول وهو ابن ثمان وثلاثين سنة في قول بعضهم وقيل تسع وثلاثين وكانت ولايته ثلاث سنين وستة أشهر وقيل ثمانية أشهر وقيل توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وستين وكان عمره خمسا وثلاثين سنة وكانت خلافته سنتين وثمانية أشهر والأول أصح وأمه ميسون بنت بحدل بن أنيف الكلبية وكان له من الولد معاوية وكنيته أبو عبد الرحمن وأبو ليلي وهو الذي ولي بعده وخالد ويكني أبا هاشم يقال إنه أصاب علم الكيمياء ولا يصح ذلك لأحد وأبو سفيان وأمهم أم هاشم بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة تزوجها بعده مروان بن الحكم وله أيضا عبد الله بن يزيد كان أرمي العرب وأمه أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر وهو

الصفحة 464