كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 466 @
( ألا يا صاح للعجب ... دعوتك ذا ولم تجب )
( إلي الفتيات والشهوا ... ت والصهباء والطرب )
( وباطية مكللة ... عليها سادة العرب )
( وفيهن التي تبلت ... فؤادك ثم لم تتب )
فنهض الحسين وقال بل فؤادك يا ابن معاوية تبلت وقال شقيق بن سلمة لما قتل الحسين ثار عبد الله بن الزبير فدعا ابن عباس إلي بيعته فامتنع وظن يزيد أن امتناعه تمسك منه ببيعته فكتب إليه أما بعد فقد بلغني أن الملحد ابن الزبير دعاك إلي بيعته وأنك اعتصمت ببيعتنا وفاء منك لنا فجزاك الله منذي رحم خير ما يجزي المواصلين لأرحامهم الموفين بعهودهم فما أنسي من الأشياء فلست بناس برك وتعجيل صلتك بالذي أنت له أهل فانظر من طلع عليك من الآفاق ممن سحرهم ابن الزبير بلسانه فأعلمهم بحاله فإنهم منك أسمع الناس ولك أطوع منهم للمحل
فكتب إليه ابن عباس أما بعد فقد جاءني كتابك فأما تركي بيعة ابن الزبير فوالله ما أرجو بذلك برك ولا حمدك ولكن الله بالذي أنوي عليم وزعمت أنك لست بناس بري فاحبس أيها الانسان برك عني فإني حابس عنك بري وسألت أن أحبب الناس إليك وأبغضهم وأخذلهم لابن الزبير فلا ولا سرور ولا كرامة كيف وقد قتلت حسينا وفتيان عبد المطلب مصابيح الهدي ونجوم الأعلام غادرتهم خيولك بأمرك في صعيد واحد مرملين بالدماء مسلوبين بالعراء مقتولين بالظماء لا مكفنين ولا مسودين تسفي عليهم الرياح وينشي بهم عرج البطاح حتى أتاح الله بقوم لم يشركوا في دمائهم كفنوهم وأجنوهم وبي وبهم لو عززت وجلست مجلسك الذي جلست فما أنسي من الأشياء فلست بناس اطرادك حسينا من حرم رسول الله إلي حرم الله وتسييرك الخيول إليه فما زلت بذلك حتى أشخصته إلي العراق فخرج خائفا يترقب

الصفحة 466