كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 467 @
فنزلت به خيلك عداوة منك لله ولرسوله ولأهل بيته اللذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فطلب إليكم الموادعة وسألكم الرجعة فاغتنمتم قلة أنصاره واستئصال أهل بيته وتعاونتم عليه كأنكم قتلتم أهل بيت من الترك والكفر فلا شيء أعجب عندي من طلبتك ودي وقد قتلت ولد أبي وسيفك يقطر من دمي وأنت أحد ثاري ولا يعجبك ان ظفرت بنا اليوم فلنظفرن بك يوما والسلام
قال الشريف أبو يعلي حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر العلوي وقد جري عنده ذكر يزيد أنا لا أكفر يزيد لقول رسول الله إني سألت الله أن لا يسلط علي بني أحدا من غيرهم فأعطاني ذلك
$ ذكر بيعة معاوية بن يزيد بن معاوية وعبد الله بن الزبير $
في هذه السنة بويع لمعاوية بن يزيد بالخلافة بالشام ولعبد الله بن الزبير بالحجاز ولما هلك يزيد بلغ الخبر عبد الله بن الزبير بمكة قبل أن يعلم الحصين بن نمير ومن معه من عسكر الشام وكان الحصار قد اشتد من الشاميين علي ابن الزبير فناداهم ابن الزبير وأهل مكة علام تقاتلون وقد هلك طاغيتكم فلم يصدقوهم فلما بلغ الحصين خبر موته بعث إلي ابن الزبير فقال موعد ما بيننا الليلة الأبطح فالتقيا وتحادثا فراث فرس الحصين فجاء حمام الحرم يلتقط روث الفرس فكف الحصين فرسه عنهم وقال أخاف أن يقتل فرسي حمام الحرم فقال ابن الزبير تتحرجون من هذا وأنتم تقتلون المسلمين في الحرم فكان فيما قال له الحصين أنت أحق بهذا الأمر هلم فلنبايعك ثم اخرج معنا إلي الشام فإن هذا الجند الذين معي هم وجوه الشام وفرسانهم فوالله لا يختلف عليك اثنان وتؤمن الناس وتهدر هذه الدماء التي كانت بيننا وبينك وبين أهل الحرم فقال له أنا لا أهدر الدماء والله لا أرضي أن أقتل بكل رجل منهم عشرة منكم وأخذ الحصين يكلمه سرا وهو يجهر ويقول والله لا أفعل فقال له الحصين قبح الله من يعدك بعد ذاهبا وآيبا قد كنت أظن أن لك رأيا وأنا أكلمك سرا وتكلمني جهرا وأدعوك إلي الخلافة وأنت لا تريد إلا القتل والهلكة ثم فارقه ورحل

الصفحة 467