كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 47 @
والله ما جاءني إلا السلامة وأنتم شركائي وشهود المؤمنين فأشيروا علي قالوا نشير عليك أن تبعث رجالا من تثق بهم إلي الأمصار حتى يرجعوا إليك بأخبارهم فدعا محمد بن مسلمة فأرسله إلي الكوفة وأرسل أسامة بن زيد إلي البصرة وأرسل عمار بن ياسر إلي مصر وأرسل عبد الله بن عمر إلي الشام وفرق رجالا سواهم فرجعوا جميعا قبل عمار فقالوا ما أنكرنا شيئا أيها الناس ولا أنكره أعلام المسلمين ولا عوامهم وتأخر عمار حتى ظنوا أنه قد أغتيل فوصل كتاب من عبد الله بن أبي سرح يذكر سرح يذكر سرح يذكر سرح يذكر سرح يذكر سرح يذكر أن عمارا قد استماله قوم وانقطعوا إليه منهم عبد الله بن السوداء وخالد بن ملجم وسودان بن حمران وكنانة بن بشر فكتب عثمان إلي أهل الأمصار
أما بعد فإني آخذ عمالي بموافاتي كل موسم وقد رفع إلي أهل المدينة أن أقواما يشتمون ويضربون فمن ادعي شيئا من ذلك فليواف الموسم يأخذ حقه حيث كان مني أو من عمالي أو تصدقوا فالله يجزي المتصدقين
فلما قرئ في الأمصار بكي الناس ودعوا لعثمان وبعث إلي عمال الأمصار فقدموا عليه في الموسم عبد الله بن عامر وعبد الله بن سعد ومعاوية وأدخل معهم في المشورة سعيد بن العاص وعمرا فقال ويحكم ما هذه الشكاية والإذاعة إني والله لخائف أن تكونوا مصدوقا عليكم وما يعصب هذا إلا بي فقالوا له ألم نبعث ألم يرجع إليك الخبر عن العوام ألم يرجع رسلك ولم يشافههم أحد بشيء والله ما صدقوا ولا بروا ولا نعلم لهذا الأمر أصلا ولا يحل الأخذ بهذه الإذاعة فقال أشيروا علي فقال سعيد هذا أمر مصنوع يلقي في السر فيتحدث به الناس ودواء ذلك طلب هؤلاء وقتل الذين يخرج هذا من عندهم وقال عبد الله بن سعد خذ من الناس الذي عليهم إذا أعطيتهم الذي لهم فإنه خير من أن تدعهم وقال معاوية قد وليتني فوليت قوما ولا يأتيك عنهم إلا الخير والرجلان أعلم بناحيتهما والرأي حسن الأدب وقال عمرو أري أنك قد لنت لهم ورخيت عليهم وزدتهم علي ما كان يصنع عمر فأري أن تلزم طريقة صاحبيك فتشتد في موضع الشدة وتلين في موضع اللين

الصفحة 47