كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 470 @
بين هؤلاء القوم أموالا فإن ظفروا بنا أهلكونا وأهلكوها فلم تبق لك بقية
فلما رأى ذلك أرسل إلى الحرث بن قيس بن صهباء الجهضمي الأزدي فأحضره وقال له يا حرث إن أبي أوصاني أني إن احتجت إلى العرب يوما أن اختاركم فقال الحرث إن قومي قد اختبروا أباك فلم يجدوا عنده مكانا ولا عندك مكافأة ولا أردك إذا اخترتنا ما أدري كيف أماني لك إن أخرجتك نهارا أخاف أن تقتل وأقتل ولكني أقيم معك إلى الليل ثم أردفك خلفي لئلا تعرف فقال عبيد الله نعم ما رأيت فأقام عنده فلما كانالليل حمله خلفه وكانفي بيت المال تسعة عشر ألف ألف ففرق ابن زياد بعضها في موإلى ه وادخر الباقي لآل زياد وسار الحرث بعبيد الله بن زياد فكان يمر به على الناس وهم يتحارسون مخافة الحرورية وعبيد الله يسأله أين نحن والحرث يخبره فلما كانوا في بني سليم قال أين نحن قال في بني سليم فقال سلمنا إن شاء الله فلما أتي بني ناجية قال أين نحن قال فى بنى ناجية قال نجونا إن شاء اللة فقال بنو ناجية من أنت قال الحرث بن قيس وكان يعرف رجل منهم عبيد اللة فقال ابن مرجانه وأرسل سهما فوقع فى عمامته ومضي به الحرث فانزلة فى داره نفسه فى الجهاضم فقال له ابن زياد يا حرث إنك أحسنت فاصنع ما أشير به عليك قد علمت منزلة مسعود بن عمرو فى قومة وشرفه وسنة وطاعة قومه له فهل لك أن تذهب بي إلى ه فأكون فى داره فهي فى وسط الأزد فإنك إن لم تفعل فرق عليك أمر قومك فأخذه الحرث ودخلا على مسعود ولم يشعر وهو جالس يصلح خفا له فلما رآهما عرفهما فقال للحرث أعوذ باللة من شر ما طرقتني به قال ما طرقتك إلا بخير قد علمت ان قومك أنجوا زيادا ووفوا له فصارت مكرمة يفتخرون بها على العرب وقد بايعتم عبيد الله بيعة الرضي من مشورة وبيعة أخري قبل هذه يعنى بيعة الجماعة فقال مسعود أتري لنا أن نعادي أهل مصرنا فى عبيد الله ولم نجد من أبيه مكافاة ولا شكرا فيما صنعنا معه فقال الحرث إنه لا يعاديك أحد على الوفاء على بيعتك حتى تبلغه مأمنه أفتخرجه من بيتك بعدما دخله عليك فأمره مسعود فدخل بيت أخيه عبد الغافر بن عمرو
ثم ركب مسعود من ليلته ومعة الحرث وجماعة من قومه فطافوا فى الأزد فقالوا

الصفحة 470