كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 471 @
إن ابن زياد فقد وإنا لا نأمن إن تلطخوا به فاصبحوا فى السلاح وفقد الناس ابن زياد فقالوا ما هو إلا فى الأزد وقيل إن الحرث لم يكلم مسعودا بل أمر عبيد الله فحمل معه مائة ألف وأتي بها أم بسطام امرأة مسعود وهى بنت عمرو بن الحرث ومعه عبيد اللة فاستأذن عليها فأذنت له فقال لها قد أتيتك بأمر تسودين به نساء العرب وتتعجلين به الغنى وأخبرها الخبر وأمرها أن تدخل ابن زياد البيت وتلبسيه ثوبا من ثياب مسعود ففعلت فلما جاء مسعود أخذ برأسها يضربها فخرج عبيد الله والحرث عليه وقال له قد أجارتني وهذا ثوبك علي وطعامك فى بطني وشهد الحرث وتلطفوا به حتى رضي فلم يزل ابن زياد فى بيته حتي قتل مسعود فسار إلى الشام ولما فقد ابن زياد بقى أهل البصرة في غير أمير فاختلفوا فيمن يؤمرون عليهم ثم تراضوا بقيس بن الهيثم السلمي وبالنعمان بن سفيان الراسبي الحرمي ليختارا من يرضيان لهم وكان رأي قيس فى بني أمية ورأي النعمان فى بنى هاشم فقال النعمان ما أرى أحدا أحق بهذا الأمر من فلان لرجل من بنى أمية وقيل بل ذكر له عبد الله بن الأسود الزهري وكان هوى قيس فيه وإنما قال النعمان ذلك خديعة ومكرا بقيس فقال قيس قد قلدتك أمري ورضيت من رضيت ثم خرجا إلى الناس فقال قيس قد رضيت من رضي النعمان
$ ذكر ولاية عبد الله بن الحرث البصرة $
لما اتفق قيس والنعمان ورضي قيس بمن يؤمره النعمان أشهد عليه النعمان بذلك وأخذ على قيس وعلى الناس العهود بالرضا ثم أتى عبد الله بن الأسود وأخذ بيده واشترط عليه حتى ظن الناس أنه بايعه ثم تركه وأخذ بيده واشترط عليه حتى ظن الناس إنه بايعه ثم تركه وأخذ بيد عبد الله بن الحرث بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب الملقب بببة واشترط عليه مثل ذلك ثم حمد اللة وأثني عليه وذكر النبي وحق أهل بيته وقرابته وقال أيها الناس ما تنقمون من رجل من بنى عم نبيكم وأمة هند بنت أبي سفيان فقد كان الأمر فيهم فهو ابن أختكم ثم أخذ بيده وقال رضيت لكم به فنادوه قد رضينا وبايعوه وأقبلوا به إلى دار الإمارة حتى نزلها وذلك أول جمادي الآخرة سنة أربع وستين وقال الفرزدق فى بيعته
( وبايعت أقواما وفيت بعهدهم ... وببة قد بايعته غير نادم )
$ ذكر هرب ابن زياد إلى الشام $
ثم إن الأزد وربيعة جددوا الحلف الذي كان بينهم وبين الجماعة وأنفق ابن زياد

الصفحة 471