كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 473 @
اللهم إن لم تخزها إلى وم فإنك لم تخزها فيما مضي وصاح الناس هاجت زبرا وهي أمة الأحنف كنوا بها عنه فسار عبس إلى المسجد فلما سار عبس جاء عباد فقال ما صنع الناس فقيل سار بهم عبس فقال لا أسير تحت لواء عبس وعاد إلى بيته ومعه ستون فارسا فلما وصل عبس إلى المسجد قاتل الأزد على أبوابه ومسعود على المنبر يحضض الناس فقاتل غطفان بن أنيف التميمي وهو يقول
( يال تميم إنها مذكورة ... إن فات مسعود بها مشهوره ... فاستمسكوا بجانب المقصورة )
أي لا يهرب فيفوت وأتوا مسعودا وهو على المنبر فاستنزلوه وقتلوه وذلك أول شوال سنة أربع وستين وانهزم أصحابه وهرب أشيم بن شقيق بن ثور فطعنه أحدهم فنجا بها فقال الفرزدق
( لو أن أشيم لم يسبق أسنتنا ... وأخطأ الباب إذ نيراننا تقد )
( إذا لصاحب مسعودا وصاحبه ... وقد تهافتت الأعفاج والكبد )
ولما صعد مسعود المنبر أتي ابن زياد فقيل له ذلك فتهيأ ليجيء إلى دار إلامارة فأتوه وقالوا له إنه قتل مسعود فركب ولحق بالشام فأما مالك بن مسمع فأتاه ناس من مضر فحضروه فى داره وحرقوا داره ولما هرب ابن زياد تبعوه فاعجزهم فنهبوا ما وجدوا له وفى ذلك يقول واقد بن خليفة التميمي
( يارب جبار شديد كلبه ... قد صار فينا تاجه وسلبه )
( منهم عبيد الله يوم نسلبه ... جياده وبزه وننهبه )
( يوم التقي مقنبناومقنبه ... لو لم ينج ابن زياد هربه )
وقد قيل فى قتل مسعود ومسير ابن زياد غير ما تقدم وهو إنه لما استجار ابن زياد بمسعود بن عمرو وأجاره ثم سار ابن زياد إلى الشام وأرسل معه مسعود مائة من الأزد عليهم قرة بن عمرو بن قيس حتى قدموا به إلى الشام فبينما هو يسير ذات ليلة قال قد ثقل على ركوب إلابل فوطئوا لي على ذي حافر فجعلوا له قطيفة على حمار فركبة ثم سار وسكت طويلا قال مسافر بن شريح إلى شكري فقلت فى نفسي لئن كان نائما

الصفحة 473