كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 474 @
لأوقظن عليه نومه فقلت أنائم أنت قال لا كنت أحدث نفسي قلت أفلا أحدثك بما كنت تحدث به نفسك قال هات قلت كنت تقول ليتني كنت لم أقتل حسينا قال وماذا قلت تقول ليتني لم أكن قتلت من قتلت قال وماذا قلت تقول ليتني لم أكن لمست البيضاء قال وماذا قلت تقول ليتني لم أكن استعملت الدهاقين قال وماذا قلت تقول ليتني كنت أسخي مما كنت قال والله ما نطقت بصواب ولا سكت عن خطأ أما قتلي الحسين فإنه أشار علي يزيد بقتله أو قتلي فاخترت قتله وأما البيضاء فإني اشتريتها من عبداللة بن عثمان الثقفي وأرسل إلى يزيد بألف ألف فإنفقتها عليها فإن بقيت فلأهلي وإن هلكت لم آس عليها وأما استعمال الدهاقين فإن عبد الرحمن بن أبي بكرة أراد إن يروج فوقع فى عند معاوية وبلغ خراج العراق مائة ألف ألف فخيرني معاوية بين العزل والضمان فكرهت العزل فكنت إذا استعملت العربي كسر الخراج فإن اغرمت عشيرته او طالبته أوغرت صدورهم وإن تركته تركت مال الله و وأنا أعرف مكانه فوجدت الدهاقين أبصر بالجباية وأوفي بالأمانة وأهون بالمطالبة منكم مع إني قد جعلتكم أمناء عليهم لئلا يظلموا أحدا وأما قولك فى السخاء فما كان لى مال فأجود به عليكم ولو شئت لأخذت بعض ما لكم فخصصت به بعضكم دون بعض فيقولون ما أسخاه وأما قولك ليتني لم أكن قتلت من قتلت فما عملت بعد كلمة إلاخلاص عملا هو أقرب إلى الله عندي من قتل من قتلت من الخوارح ولكني سأخبرك بما حدثت به نفسي قلت ليتني كنت قاتلت أهل البصرة فإنهم بايعوني طائعين ولقد حرصت على ذلك ولكن بني زياد قالوا إن قاتلتهم فظهروا عليك لم يبقوا منا أحدا وإن تركتهم يغيب الرجل منا عند أخواله وأصهاره فرفقت بهم وكنت أقول ليتني أخرجت أهل السجن فضربت أعناقهم وأما إذ فاتت هاتان فليتني أقدم الشام ولم يبرموا أمرا قال فقدم الشام ولم يبرموا أمرا فكان معه صبيان وقيل بل قدم وقد أبرموا فنقض عليهم ما أبرموا فلما سار من البصرة استخلف مسعودا عليها فقال بنو تميم وقيس لا نرضي به ولا نولي إلا رجلا ترضاه جماعتنا فقال مسعود

الصفحة 474