كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 476 @
أصلح الناس بفساد نفسي وكان يتدين وفى أيامة سار نافع بن الأزرق إلى الأهواز من البصرة
وأما أهل الكوفة فإنهم لما ردوا رسل ابن زياد على ما ذكرناه قبل عزلوا خليفته عليهم وهو عمرو بن حريث واجتمع الناس وقالوا نؤمر علينا رجلا إلى أن يجتمع الناس على خليفة فاجتمعوا على عمر بن سعد فجاءت نساء همدان يبكين الحسين ورجالهم متقلدو السيوف فأطافوا بالمنبر فقال محمد بن إلاشعث جاء أمر غير ما كنا فيه وكانت كندة تقوم بأمر عمر بن سعد لأنهم أخواله فاجتمعوا على عامر بن مسعود ابن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة الجمحي فخطب أهل الكوفة فقال إن لكل قوم اشربه ولذات فاطلبوها فى مظانها وعليكم بما يحل ويحمد واكسروا شرابكم بالماء وتواروا عني بهذه الجدران فقال ابن همام
( اشرب شرابك وانعم غير محسود ... واكسره بالماء لا تعص ابن مسعود )
( إن الأمير له في الخمر مأربة ... فاشرب هنيئا مريئا غير مرصود )
( من ذا يحرم ماء المزن خالطه ... في قعر خابية ماء العناقيد )
( إني لأكره تشديد الرواة لنا ... فيها ويعجبني قول ابن مسعود )
ولما بايعه أهل الكوفة وكتبوا بذلك إلى ابن الزبير أقره عليها وكان يلقب دحروجة الجعل وكان قصيرا فمكث ثلاثة اشهر من مهلك يزيد بن معاوية ثم قدم عليهم عبد الله بن يزيد الخطمي الآنصاري على الصلاة وابراهيم بن محمد بن طليحة على الخراج من عند ابن الزبير واستعمل محمد بن الأشعث بن قيس على الموصل فاجتمع لابن الزبير أهل الكوفة والبصرة ومن بالقبلة من العرب وأهل الجزيرة وأهل الشام إلا أهل الاردن فى امارة عمر بن عبيدالله بن معمر و وكان طاعون الجارف بالبصرة فماتت أمة فما وجد لها من يحملها حتى استأجروا لها أربعة أعلاج فحملوها
$ ذكر خلاف أهل الري $
فى هذه السنة بعد موت يزيد خالف أهل الري وكان عليهم الفرخان الرازي

الصفحة 476