كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 479 @
بني أمية فرضوا وكتبوا إلى حسان
وسار الضحاك وبنو أمية نحو الجابية فأتاه ثور بن معن السلمي فقال دعوتنا إلى ابن الزبير فبايعناك على ذلك وأنت تسير إلى هذا الأعرابي من كلب تستخلف ابن أخته خالد بن يزيد فقال الضحاك فما الرأي قال الرأي أن تظهر ما كنا نكتم وتدعو إلى ابن الزبير فرجع الضحاك ومن معه من الناس فنزل بمرج راهط ودمشق بيده واجتمع بنو أمية وحسان وغيرهم بالجابية فكان حسان يصلي بهم أربعين يوما والناس يتشاورون وكان مالك بن هبيرة السكوني يهوي خالد بن يزيد والحصين بن نمير يميل إلى مروان فقال مالك للحصين هل نبايع هذا الغلام الذي نحن ولدنا أباه وقد عرفت منزلتنا من أبيه فإنه يحملنا على رقاب العرب غدا يعني خالدا فقال الحصين لا والله لا تأتينا العرب بشيخ ونأتيها بصبي فقال مالك واللة لئن استخلفت مروان ليحسدك على سوطك وشراك نعلك وظل شجرة تستظل بها إن مروان أبو عشيرة وأخو عشيرة فإن بايعتموه كنتم عبيدا لهم ولكن عليكم بابن أختكم فقال الحسين إني رأيت فى المنام قنديلا معلقا من السماء وإن من يلي الخلافة يتناوله فلم ينله أحد إلا مروان والله لنستخلفه وقام روح بن زنباع الجذامي فقال أيها الناس إنكم تذكرون عبدالله بن عمر وصحبته وقدمه فى إلاسلام وهو كما تذكرون ولكنه ضعيف وليس بصاحب أمر أمة محمد الضعيف وتذكرون ابن الزبير وهو كما تذكرون إنه ابن حواري رسول الله ابن ذات النطاقين ولكنه منافق قد خلع خليفتين يزيد وابنه معاوية وسفك الدماء وشق عصا المسلمين وليس المنافق بصاحب أمة محمد وأما مروان بن الحكم فوالله ما كان فى إلاسلام صدع إلا كان ممن يشعبه وهو الذي قاتل على بن أبي طالب يوم الجمل وإنا نري للناس أن يبايعوا الكبير ويستشيروا الصغير يعني بالكبير مروان وبالصغير خالد بن يزيد فاجتمع رأيهم على البيعة لمروان بن الحكم ثم لخالد بن يزيد ثم لعمرو بن سعيد بن العاص من بعد خالد على إن امرة دمشق لعمرو وإمرة حمص لخالد بن يزيد فدعا حسان خالدا فقال يا ابن أختي إن الناس قد أبوك لحداثة سنك وإني والله ما أريد هذا إلامر إلا لك ولأهل بيتك وما أبايع مروان إلا نظرا لكم فقال خالد بل عجزت عنا قال والله ما عجزت عنكم ولكن

الصفحة 479