كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 3)

@ 48 @
فقال عثمان قد سمعت كل ما أشرتم به علي ولكل أمر باب يؤتي منه إن هذا الأمر الذي يخاف علي هذه الأمة كائن وإن بابه الذي يغلق عليه ليفتحن فنكفكفه باللين والمواتاه إلا في حدود الله فإن فتح فلا يكون لأحد علي حجة وقد علم الله أني لم آل الناس خيرا وإن رحى الفتنة لدائرة فطوبى لعثمان إن مات ولم يحركها سكنوا الناس وهبوا لهم حقوقهم فإذا تعوطيت حقوق الله فلا تدهنوا فيها فلما نفر عثمان وشخص معاوية والأمراء معه واستقل علي الطريق رجز به الحادي فقال
( قد علمت ضوامر المطي ... وضامرات عوج القسي )
( أن الأمير بعده علي ... وفي الزبير خلف رضي )
( طلحة الحامي لها ولي )
فقال كعب كذبت بل يلي بعده صاحب البغلة الشهباء يعني معاوية فطمع فيها من يومئذ فلما قدم عثمان المدينة دعا عليا وطلحة والزبير وعنده معاوية فحمد الله معاوية ثم قال أنتم أصحاب رسول الله وخيرته من خلقه وولاة أمر هذه الأمة لا يطمع فيه أحد غيركم أخترتم صاحبكم عن غير غلبة ولا طمع وقد كبر وولي عمره ولو انتظرتم به الهرم لكان قريبا مع أني أرجو أن يكون أكرم علي الله أن يبلغه ذلك وقد فشت مقالة خفتها عليكم فما عتبتم فيه من شيء فهذه يدي لكم به ولا تطمعوا الناس في أمركم فوالله إن طمعوا فيه لا رأيتم منها أبدا إلا إدبارا
قال علي مالك ولذلك لا أم لك قال دع أمي فإنها ليست بشر أمهاتكم وقد أسلمت وبايعت النبي وأجبني عما أقول لك
فقال عثمان صدق ابن أخي أنا أخبركم عني وعما وليت إن صاحبي اللذين

الصفحة 48